بثينه خليفه قاسم
٢٣ نوفمبر 2019
مؤتمر حوار المنامة
تستضيف البحرين كل عام مؤتمر حوار المنامة الذي يستمر لمدة ثلاثة أيام ويشارك فيه شخصيات هامة من دول العالم وبخاصة المسئولين الأمنيين والعسكريين والخبراء العسكريين من كافة الدول والقائمين على الاستراتيجيات الأمنية لدولهم ولمناطق العالم المختلفة.
وتأتي نسخة هذا العام وهي النسخة الخامسة عشرة وسط ظروف غاية في الدقة والخطورة خاصة في المنطقة التي نعيش فيها، فهناك مشكلات عديدة تواجه الأمن القومي العربي وتهدد أمن المنطقة والعالم كله، ويكفي أن تتفاقم مشكلة واحدة لكي تشتعل المنطقة ويتزلزل استقرار العالم وربما تشتعل حرب اقليمية أو عالمية.
والى جانب قضايا الارهاب والأمن البحري الذي تعرض للخطر مرات عديدة خلال هذا العام سيقوم المؤتمرون ببحث قضية غاية في الأهمية والخطورة بالنسبة لنا نحن العرب وهي ما يسمى بالأمن السيبراني.
قضية الأمن السيبراني من أخطر القضايا التي تواجه الأمن العربي كله، فما الذي سيبحثه المؤتمرون حول الأمن السيبراني ومخاطره الكبيرة على الوجود العربي؟
لقد ضربت الدول العربية في مقتل وتعرضت للانهيار والتفكك بسبب غياب الأمن السيبراني وبسبب التدفق المعلوماتي الاحتكاري الغربي الذي يؤدي الى تزييف الوعي وفي غياب هذا الوعي.
ما الذي سيفعله المؤتمرون لتزييف الوعي الذي تسبب في كل التغيرات الاقليمية التي نراها والتي تمت تحت شعار مزيف أيضا وهو الربيع العربي الذي أحدثته قوى كبرى في هذا العالم واستخدمت فيه ما تمتلكه من تفوق تكنولوجي وسيبراني وقامت بتسخيره لعملائها في المنطقة ليخوضوا حربا بالوكالة بالنيابة عنها وكانت النتيجة التي نراها في ليبيا وسوريا والعراق واليمن ؟
ما الذي سيقدمه المؤتمر حول مسالة قيام الدول الكبرى بالتحكم التام في وعي الافراد والشعوب واستخدام هذه الدول للوسائل المشروعة وغير المشروعة في سبيل ذلك؟
أغلب الظن أن ممثلي الدول الكبرى لم يأتوا الى هنا لكي يقدموا حلولا ومطالبات بالنيابة عنا، فمهمة تقديم المطالبات والمقاربات خلال هذا المؤتمر هي مهمتنا نحن، فنتمنى أن تتقدم دولنا العربية بمقارباتها الخاصة حول سد الفجوة الرقمية بينها وبين الدول الكبرى ونتفق مع هذه الدول على اليات مشتركة لمواجهة التطرف والارهاب.