مؤتمر المُناخ.. هل يمكن أن يتفق الكبار لإنقاذ العالم؟

مؤتمر المُناخ.. هل يمكن أن يتفق الكبار لإنقاذ العالم؟

بثينه خليفه قاسم 

٢٤ اكتوبر 2021

مؤتمر المناخ ..هل يمكن أن يتفق الكبار لإنقاذ العالم ؟

رغم الكوارث المتتالية التي تصيب البشرية، ورغم أن ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن الانبعاثات التي تنطلق من مصانع الكبار قد عبرت عن نفسها في الكثير من المشاهد الكارثية من فيضانات وحرائق، إلا أن الأمل ضعيف في أن يمارس هؤلاء الكبار استخدام العقل والاتفاق على ما ينقذ البشرية من دمار مرتقب.

خلال أيام قليلة سوف يجتمع ما يقرب من ٢٠٠ دولة من دول العالم في العاصمة الاسكتلندية غلاسكو لوضع خطط يكون من شأنها تقليل ما يسمى بغاز الدفيئة الذي يسبب الاحترار العالمي الذي يؤدي بدوره إلى اختلال نواميس الطبيعة وحدوث آثار مدمرة وموت للكائنات.

الشيء المؤلم أن أربع دول في هذا العالم تعد وحدها مسئولة عن تلويث هذا العالم واحداث كل هذا الدمار  هي الصين والولايات المتحدة والهند وروسيا. فهذه الدول وحدها تنتج ما يعادل ٦٠ بالمائة من الكربون الذي يحدث التلوث والدمار .فهل يمكن لهذه الدول أن تتخلى عن بعض المكاسب المادية وتأتي مع بعضها لكلمة سواء؟

الفقراء في هذا العالم هم من يدفع الثمن دائما دون أن يحصلوا على أي مكاسب .فهم يقتسمون الضرر والدمار والمرض مع بقية العالم ومع الكبار المسئولين عن أحداث هذا الضرر ،ولكنهم لا يحصلون على المليارات من الصناعة والتجارة التي يديرها هؤلاء الكبار .

فهل يمكن لهذا المؤتمر ان يفعل شيء في ظل الحرب الباردة الجديدة التي تدور رحاها بين الغرب من ناحية وبين الصين وروسيا من ناحية ثانية؟

هل ستتنازل الصين والولايات المتحدة عن جزء من الأرباح والترليونات التي يحصلان عليها من صناعاتهم المدمرة للعالم ويقومان بتخصيص هذا الجزء للتحول إلى الطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر ويكفرا عن ذنوبهما في حق البشرية؟

أم أنهما سيمضيان قدما في بث السموم في هواء العالم وزيادة الخلل والدمار المرشح للتفاقم ؟

لقد رأينا ما حدث في ألمانيا الدولة الغنية هذا العام من فيضانات عزلت مناطق بأكملها وقتلت المئات، ورأينا حرائق الغابات في تركيا وفي غيرها . ولا يعلم الا الله نوع وحجم ومكان الكوارث القادمة .