لهذا لا تثق الشعوب في شعارات الديمقراطية .
7 فبراير 2019
ما يحدث في فنزويلا حاليا هو دليل جديد وأكيد على أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيون يعرفون كل شيء كما يشاءون ويقررون أن هذا الرئيس ديمقراطي أو ديكتاتوري على هواهم .
فالديمقراطية هي ما تراه أمريكا كذلك والحكم الرشيد هو ما تراه هي حكما رشيدا وما عدا ذلك فهو مرفوض من ( المجتمع الدولي ).
كيف نقتنع أن الرئيس ترامب الذي وعد في حملته الانتخابية بألا يتدخل في شئون الدول الأخرى ،قد جاء إلى فنزويلا من أجل تحقيق الديمقراطية ؟
ترامب وحلفاؤه الأوروبيون يقفون خلف رئيس البرلمان الفنزويلي الذي أعلن نفسه رئيسا على البلاد ضد الرئيس المنتخب !
ولم يتوقف الأمر عند مساندة رئيس البرلمان الذي انقلب على الرئيس المنتخب ولكن تم توجيه الانذارات والتهديدات والاستعداد للتدخل العسكري المباشر لإجبار الرئيس المنتخب على ترك مكانه !
وكأن الشعب الفنزويلي لاقيمة ولا اعتبار في هذه المعادلة العجيبة !
يبدو أن فنزويلا ستلحق بقائمة الدول التي تم تدميرها والقضاء على مقدراتها تحت شعار حماية الديمقراطية .
الدليل على ذلك أن الولايات المتحدة وأتباعها الأوروبيون قد رفضوا دعوات الحوار بين الرئيس المنتخب وبين المعارضة التي يقودها رئيس البرلمان المنقلب .
والدليل على ذلك هو المسارعة بفرض العقوبات على شركة النفط الفنزويلية وعلى كافة الحسابات الحكومية وتضييق الخناق على الشعب كله !
انها خطة واضحة لتدمير فنزويلا ذات الاحتياطيات النفطية الكبيرة كما تم تدمير العراق تحت نفس الذرائع والحجج ،والغريب أن الرئيس ترامب قد أعلن هذا الأسبوع أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية قد أخطات في تقديرها للعراق وامتلاكه للأسلحة النووية قبل احتلال العراق !
والخلاصة أن فنزويلا وما يجري فيها وما يراد لها هو دليل دامغ جديد على أن الديمقراطية الغربية طالما استخدمت لتأديب حكام وشعوب يسبحون ضد تيار أمريكا وحلفائها الغربيين .