لماذا لا يكون مسجد واحد للشيعة والسنة؟

لماذا لا يكون مسجد واحد للشيعة والسنة؟

خلال تعليقه على العمل الإرهابي الجبان الذي راح ضحيته مصلون أبرياء في مسجد الإمام الصادق بالكويت، طالب وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة بأن يكون هناك مسجد واحد للسنة والشيعة.
ونحن بدورنا نتساءل، لماذا لا يكون فعلا المسجد واحدا للشيعة والسنة؟ ما هو الداعي لأن يصلي السنة في مكان والشيعة في مكان آخر؟ هل العبادة مختلفة في تفاصيلها بين مذهب ومذهب؟ أليس الإسلام واحدا، والصلاة واحدة، والصيام واحدا والركوع والسجود لهما شكل واحد؟
ألا تؤدي الصلاة في مسجدين إلى إصرار على الخلاف والاختلاف ونظر المسلم إلى المسلم على أنه “الآخر” وإعطاء الفرصه لأعداء الطرفين أن يعمقا هذا الاختلاف ويطورون كلمة “الآخر” إلى كلمة العدو!
الجنة واحدة، والنار واحدة، والحساب يوم القيامة سيكون في وقت واحد، ومكان واحد، فلماذا الصلاة في مسجدين، ولماذا إعطاء الفرصة للإرهاب الذي جاء لذبح المذهبين معا؛ لكي ينفذ خطته الحقيرة في هدم هذه الأمة؟ الإرهاب لا يريد سنة ولا شيعة، ولا يريد للأمة العربية أن تبقى موجودة على الخريطة، فلماذا لا يقوم العقلاء بسد الثقوب الخطيرة التي ينفذ من خلاله أعداء السنة والشيعة؟
ربما يتحدث البعض بشكل أكثر صراحة وأكثر وضوحا ويتهمنا بالسذاجة، وبعدم فهم التاريخ والجغرافيا، وعدم فهم مخزون التباين والاختلاف الموجود في النصوص والأدبيات المرسخة للوضع الذي نعيشه، ويقول إن فكرة توحيد المسجد التي نطالب بها لن تستطيع هدم ما تفنن في بنائه المستفيدون من الفرقة والتنازع على مر التاريخ.
وربما يقول البعض الآخر أن ما يقال في مساجد الشيعة من خطب ودروس يختلف اختلافا كبيرا عما يقال في مساجد السنة، وأن الاتفاق على خطاب واحد ومضمون واحد مسألة غير يسيرة.
ونحن نقول له إن طبيعة الخطر الذي تواجهه الأمة في الوقت الحالي يجب أن يكون أقوى من كل عوامل الفرقة، مهما اختلفت النصوص ومهما كانت المشاعر والمظالم؛ لأن أمتنا تدفع دفعا في الوقت الحالي في اتجاه الاقتتال والضياع بأيدينا وليس بيد أصحاب المؤامرة الذين يريدون القضاء علينا جميعا.
لماذا في لحظة الخطر الداهم لا نؤجل مظالمنا واختلافاتنا ونعطي رسالة للإرهاب وصناع الإرهاب المختفين خلف أقنعة كثيرة أننا أمة واحدة، وأن مصيرنا واحد، وأننا استفقنا من غفوتنا، وأن السني يرفض قتل الشيعي، والشيعي يرفض قتل السني؟
عزاؤنا للكويت الشقيق سنة وشيعة، ولعنة الله على الإرهاب وصنَّاعه.