يجب ألا ننسى، في ظل ما نمر به من أحداث وتداعيات، أننا جميعا مواطنون بحرينيون،الذين أصابوا والذين أخطأوا،الذين قبلوا الحوار والذين رفضوه،الذين قبلوه لكي يفجروه من داخله،والذين أجرموا في حق الشعب البحريني،والذين قتلوا رجال الشرطة الشرفاء،ورجال الشرطة الذي انحرفوا وهم يؤدون عملهم، والأطباء الذين أساءوا لمهنتهم وأساءوا للشعب البحريني،الكتاب الذين اتقوا الله فيما يكتبون،والكتاب الذين هم غير ذلك،الذين استخدموا المنابر لنشر السلام والوئام،والذين استخدموها لغير هذا الغرض الذي خصصت من أجله،المعلمون الذين تخلوا عن مهنتهم الإنسانية وتركوا تلاميذهم في لحظات حرجة،والمعلمون الذين تطوعوا للعمل بدلا منهم في تلك اللحظات،الذين كانوا أدوات ومنفذين لمؤامرات خارجية،والذين دفعوا حياتهم ثمنا وحماية لهذا الوطن.
جميعنا مواطنون بحرينيون ولن تمحو فئة فئة أخرى ولن ترحل مجموعة أو طائفة من هذا الوطن تحت أي ظروف.
ودون انفعال نقول، إن الذين أصابوا قد أدوا ما عليهم تجاه وطنهم ،والذي أخطأوا يتعرضون للمحاسبة من خلال القضاء العادل وتبقى المواطنة هي الأساس الراسخ ويبقى الوطن والحفاظ على استقراره وبقائه موحدا هو واجبنا جميعا ويبقى الغاية التي تتضاءل أمامها كل الغايات.
نقول هذا الكلام بمناسبة الضجة التي حدثت عقب نشر خبر يقول أن اتصالات جرت مع القوى السياسية المختلفة من أجل الحوار ومن أجل لم الشمل البحريني،حيث اعتبر البعض أن تجديد الحوار هو إهانة للشعب البحريني ومكافأة لمن أساءوا ومن أجرموا ومن رفضوا الحوار أو خربوه خلال حلقات سابقة،فالوطن فوق الجميع،وفوق الضغائن وفوق أي غايات،ولا يجب أن نضيع المصلحة العليا للبلاد من خلال التطرف والتطرف المضاد.
من حقنا أن نطالب بوقف العنف وإظهار حسن النوايا من جهة الذين سعوا لإدخال البلاد في الفوضى كشرط لإجراء الجوار،ومن حقنا أن نطلب من كل المرجعيات أن يتوقفوا عن تسخين الأجواء ودفع للشباب إلى العنف،وأن يتوقفوا عن الحديث باسم الشعب البحريني كله وعن تعميم المطلب الطائفي واعتباره مطلبا عاما، ومن حقنا أن نجلد بالكلمة كل من يطعنون الوطن ،ولكن ليس من حقنا كأصحاب كلمة أن نطلب إغلاق أبواب الحوار، مهما كانت حجتنا في ذلك.
صحيح أننا أجرينا حوارا سابقا،وصحيح أن هناك من سعى لإفشاله ومن رفض مقرراته،ولكن ليس معنى هذا أن ينتهي الحوار بيننا إلى الأبد،لأن البديل للحوار هو الصدام.
الحوار هو الشيء الوحيد الذي يجب أن يكون جزءا ثابتا من حياتنا على كافة المستويات،إبتداءا من أبناء الأسرة الواحدة ووصولا إلى أبناء الوطن الواحد.
لابد إن يظل الحوار مفتوحا،وبدون خطوط حمر كما تفضل سمو ولي العهد الأمير سلمان بن حمد من قبل،وإذا كان هناك من لوم فيكون على الذي يخرج على الإجماع وعلى من يستبد برأيه ويتجاهل شركاء الوطن.
الدعاة دعاة وليسوا قضاة،والكتاب كتاب وليسوا حكاما أو نوابا عن الشعب البحريني،فالجميع يجب أن يؤدي دوره دون تطرف أو قفز على أدوار الآخرين.