هو عبدالملك الشامي الزعيم الروحي للحوثيين في اليمن والذي توفي متأثرا بجراحه في الانفجار الذي وقع في أحد المساجد في اليمن في العشرين من مارس الماضي.
هو حوثي يمني زيدي، فلماذا تشيع جنازته في بيروت ويدفن هناك إلى جوار عماد مغنية القائد العسكري السابق في حزب الله اللبناني؟ سؤال منطقي بالنسبة لأصحاب الفكرة التقليدية عن أن الزيدية هي الأقرب للمذهب السني وأن الزيديين ليسوا طائفيين أو معادين لبقية أبناء وطنهم ولأهل السنة بشكل عام، ولكن هذه الفكرة لم تعد صحيحة على إطلاقها، بل لم تعد صحيحة منذ أن دخلت إيران على الخط في اليمن، حيث تغيرت أمور كثيرة من خلال الجهد الإيراني الكبير الذي تم بذله على مدار سنوات مضت من أجل ربط الزيديين في اليمن مع التحرك االشيعي العام الذي يشمل العراق ولبنان وسوريا والبحرين.
وبالتالي ليس غريبا أن يدفن عبدالملك الشامي في بيروت، فعبد الملك الشامي هو ضابط الاتصال الذي يربط بين إيران والحوثيين في اليمن منذ أن بدأ الاستغلال الإيراني للحوثيين في اليمن لخلق بؤرة توتر طائفي في اليمن.
ومن الطبيعي أيضا أن تتم الدعوة في مواقع التواصل الاجتماعي من قبل أعضاء حزب الله بكثافة من اجل المشاركة في جنازته، طالما أن الرجل كان يشغل هذا المنصب الكبير.
وذكر في السيرة الذاتية لهذا القائد الحوثي الكبير، أنه درس في دمشق وعمل على استقطاب طلاب يمنيين للدراسة في الحوزات، وأنه كان يتولى توزيعهم على كل من لبنان وسوريا وإيران، وإعادة إرسالهم للعمل ضمن تشكيلات الحركة الحوثية، وكان يعد لتأسيس مدارس في اليمن، تكون فرعا لمدارس المصطفى في بيروت، إضافة إلى تشكيل إطار إداري موحد للحوزات والمدارس الشيعية في اليمن، ويكون هو المشرف عليها بتكليف من عبد الملك الحوثي.
وبالتالي فإن دفن الشامي في بيروت ما هو إلا دليل رسمي على توحيد كل الفصائل الشيعية، بما فيها الزيديون الذين كانوا الأبعد عن الطائفية والتبعية، تحت راية واحدة وتبعية واحدة، هي التبعية للولي الفقيه الإيراني.