لبيك يا جلالة الملك

لبيك يا جلالة الملك

“متمسكون بقيم التسامح والعيش المشترك في ظل شرع الله وعاداتنا العربية، فكانت لنا على مر الأزمان درعا واقيا ضد نزعات التعصب الطائفية”
هكذا بدأ صاحب الجلالة الملك المفدى كلمته وهكذا أنهاها، ونحن نقول له لبيك لبيك يا صاحب الجلالة، فلا نجاة لنا ولا بقاء سوى في تمسكنا بقيم التسامح والعيش المشترك، فنزعات الطائفية المقيتة والأحلام المستوردة من خارج حدودنا هي أكثر ما يهددنا ويهدد أجيالنا القادمة.
نقول لك لبيك يا صاحب الجلالة ونقسم لك أننا سنكون جنودا دائمين ندافع عن وحدة هذه البلاد وعزتها، لقد وعدتم فأوفيتم، وفتحتم باب الحوار واسعا أمام الجميع، وتغلبتم على كل وسائل التشكيك بترك الأمور للشعب البحريني ليشارك في صياغة المرحلة القادمة، وقمتم بالاعتماد على لجنة محايدة في تقييم ما مضى وتعاملتم بما قضت به بكل احترام رافعين المصلحة العليا لهذه البلاد فوق جميع المصالح وفوق جميع الأهواء.
إن وفاء جلالتكم بما وعدتم به – وهذا هو عهدنا الدائم بجلالتكم- ليعلق في رقابنا مسئوليات كبيرة تجاه هذا الوطن وتجاه أبنائنا وأحفادنا.
لم يبق لنا بعد الذي سمعناه إلا أن نعمل وننظر إلى الأمام ونترك ما مضى خلف ظهورنا، فالبحرين في حاجة إلى عرق كل أبنائها، ولو أدى كل منا ما عليه لأصبحنا في طليعة الأمم ولضمنا لأحفادنا مستقبلا أفضل بكثير من الحاضر الذي نعيش فيه.
نحن لا ندعو إلى ترك السياسة والتوقف عن المطالبة بالحقوق والسعي إلى تحقيق المزيد من الديمقراطية، ولكننا ندعو إلى التعاون مع جلالة الملك لوضع هذه اللبنة الجديدة والهامة في بناء الديمقراطية والاصلاح الذي بدأه جلالته قبل عشر سنوات ولم تثن جلالته كل الأحداث التي مضت عن المضي قدما في تنفيذه والإضافة إليه طبقا لما تقضتيه كل مرحلة من إضافة أو تحسين.
نحن نقول للجميع أن ما صاغه أبناء الشعب البحريني خلال حوارهم وقبل به جلالة الملك المفدى هو ما يناسبنا حاليا ويضمن لبلدنا الاستقرار والأمن ويصلح أيضا للبناء عليه مستقبلا، وأن الكرة الآن قد أصبحت في ملعبنا، ولابد أن نكون أوفياء للوطن وللملك إن كنا نحب هذا الوطن ونريد له القوة والبقاء.
لقد أصبح للشعب البحريني سلطة لا بأس بها في القبول ببرنامج الحكومة أو عدم القبول به، عن طريق مجلس النواب الذي انتخبه هذا الشعب انتخابا حرا مباشرا، واصبح الطريق مفتوحا بشكل أوسع بين البرلمان المنتخب وبين جلالة الملك في صياغة ما يريده الشعب ويطالب به.
هذه كلها لبنات هامة في صرح الديمقراطية الكبير، فعلينا جميعا أن نجيب على جلالة الملك بالقدر الذي يستحقه وفاؤه الكبير لهذا الشعب وهذه البلاد، وأن تقوم كل فئات المجتمع، كما تفضل جلالته، القبيلة، العائلة، والأسرة، بأداء ما عليها من واجبات نحو توعية الأبناء بواجباتهم نحو هذا الوطن.