بثينه خليفه قاسم
٢٤ يوليو ٢٠٢١
لا تأمنوا مكر كورونا
المحنة الحالية التي تمر بها دولة تونس الشقيقة تحت وطأة جائحة فيروس كورونا اللعين يجب أن تكون درسا مهما لكافة الدول العربية الشقيقة، خاصة الدول التي لم يحصل العدد الأكبر من مواطنيها على اللقاح.
لو جاز لنا أن نصف الفيروسات بالغدر والمكر لكان فيروس كورونا أحق من غيره بهذا الوصف، لأن ما حدث في الحالة التونسية يجعله جديرا بهذا الوصف ،خاصة وأن تونس خلال الموجة الأولى لهذا الوباء في العام الماضي حققت نجاحات واضحة في مواجهة هذا الفيروس اللعين واستطاع التونسيون السيطرة إلى حد كبير على هذا الفيروس باتباع قواعد التباعد الاجتماعي وقواعد النظافة كاملة.
ولكن يبدو أن هذا الفيروس مثل عدو مختبئ ينتظر الفرصة لكي يجهز من جديد ويفتك بالمئات أو الآلاف من البشر. وهذه الفرصة تأتيه في اللحظة التي يشعر فيها الناس بالأمان وبأن المعركة معه قد انتهت ولا ضرورة للتباعد ويبدأون ممارسة حياتهم بالشكل الذي كان مألوفا قبل زمن الفيروس. وعند أول مناسبة يتجمع فيها الناس بأعداد كبيرة يبدأ ذلك اللعين الهجوم من جديد وتكون السيطرة عليها أمرا صعبا لأن الألاف يمكن أن يصابوا خلال مناسبة واحدة والأخطر من ذلك أنهم قبل أن يكتشفوا أنهم مصابون يكونون قد أصابوا آلاف غيرهم بالفعل ويبدأ النظام الصحي في الدولة رحلة معاناة وحرب جديدة تحتاج إلى إمكانيات غير عادية.
الدول العربية وقفت إلى جوار تونس الشقيقة في هذه المحنة الصعبة التي اتضحت خطورتها أكثر وأكثر عندما أعلن الرئيس قيس سعيد أن تونس في حالة حرب وكلف القوات المسلحة التونسية بمواجهة الفيروس بكل ما تملك.
وزبدة القول إن البشر في كل أنحاء العالم لا يجب أن يأمنوا مكر الفيروس ما لم يأت اليوم الذي تعلن فيه منظمة الصحة العالمية بوضوح أن تلك البلية قد أصبحت شيئا من الماضي.
وإذا كان الشعب التونسي كشعب متعلم ومثقف قد تعرض لتلك المحنة فإن الأمر قابل للتكرار في أي مكان ما لم يمض الناس في اتباع إجراءات التباعد وارتداء الكمامات وغيرها من طرق الوقاية لأن القصة لم تنهي بعد وكورونا لا يزال متربصا بالجميع.
فبريطانيا بعد مباريات يورو 2020 التي نظمت مؤخرا لديها وحضرها ستين ألف متفرج قد باتت تسجل ما يقرب من 50 ألف إصابة يوميا.