نتمنى أن تعود مصر قريبا إلى دورها العربي الذي يليق بها في كافة المجالات، ولابد أن تكون الاصلاحات السياسية التي حلت بها بداية للاصلاح في كافة المجالات، فمصر القوية المؤثرة لا بديل عنها لكي تكون السند والعمق لكل العرب.
مصر حاليا تعاني من أوضاع اقتصادية غير مطمئنة، ولا تزال الأحوال الأمنية فيها تعاني من انفلات كبير.
ونحن لا نقصد بذلك أن نسيء للثورة التي حدثت في مصر أو نحملها مسؤولية الأوضاع التي تعيشها مصر الآن، فهذه أمور طبيعية، وكل ثورة لابد لها من خسائر، ولكننا نريد أن نلفت الأنظار إلى ضرورة تحقيق الاستقرار في مصر، لأن استقرار مصر وعودتها إلى ما كانت عليه قبل عقود مضت، له أهمية كبرى في حفظ تماسك الدول العربية وإبطال الكثير من الخطط التي تحاك ضد هذه الدول، خاصة الواقعة منها في دائرة الاستهداف الإيراني في مراحله الأولى.
نحن لا نريد أن تؤدي الأوضاع الاقتصادية السائدة في مصر حاليا إلى تأخير عودتها إلى لعب دورها المطلوب في حفظ التوازن في المنطقة والتقليل من الفراغ الموجود الذي تمددت فيه قوى أخرى وتجبرت وبدأت تكشف عن أهدافها بكل وضوح، والدليل على ذلك الموقف الإيراني الأخير تجاه البحرين.
فقد تدخلت إيران في الشأن الداخلي البحريني بشكل يفتقد إلى اللياقة والاحترام المفترض بين الدول المستقلة ذات السيادة.
وأعتقد أن الأمة العربية بكاملها، في الوقت الحالي، بدأت تعاني من التحرش من قبل القوى الاقليمية الطامعة في الهيمنة على المنطقة العربية برمتها.
لابد لدول الخليج العربية على وجه الخصوص أن تقدم شيئا لمصر في هذه المرحلة بالذات، لأن مصر تشكل إلى جانب المملكة العربية السعودية الشقيقة الضمان لاستقرار منطقة الخليج بأكملها.
صحيح أن دول الخليج في الفترة الحالية لديها الهموم الخاصة ولديها تحديات أمنية خطيرة، ولكن إذا نظرنا إلى الأمور بتمعن سنجد أن استقرار مصر اقتصاديا وأمنيا ينعكس بالايجاب على الاستقرار السياسي والأمني في منطقة الخليج.
إن أهم ما ستحققه عودة مصر (الجديدة) إلى الميدان في الشرق الأوسط هو إبطال مفعول القوى التي اتخذت من المشكلة الفلسطينية وموقف مصر منها، سببا لوجودها، ومبررا لخططها الخبيثة، وتاجرت، منذ كامب ديفيد، وحتى الآن، بعواطف الشعوب العربية والاسلامية، وقدمت نفسها على أنها الوحيدة التي تقف في وجه إسرائيل، وقامت بتشويه صورة الحكومات العربية في نظر شعوبها، وقامت بتشويه مصر واتهمتها بخيانة القضية، رغم أن غياب مصر هو الذي صنع لها مجدها السياسي، ورغم أن عودة مصر (الجديدة) يمكن أن تسحب منها الكثير من رصيدها السياسي لدى عشاق الخطب الحنجورية في بلاد العرب.
ونقصد بهذه القوى إيران ووكلاؤها في المنطقة، خاصة حزب الله اللبناني الذي صنع لنفسه أسطورة كاذبة وقام أمينه العام حسن نصرالله على مدى سنوات ببيع الوهم للكثير من البسطاء.