بثينه خليفه قاسم
٢٠ مارس 2020
كورونا.. لم ينتهي الكلام
لم ينتهي الكلام عن كورونا، فكل يوم يزداد الخوف ويزداد الكلام ويزداد العجب أيضا من حالة العجز التي يعبر عنها كبار ساسة العالم الذين يحكمون دولا ظنت شعوبها وظننا معهم إنها قادرة على كل شيء .
هذه الدول التي تصارعت مع بعضها في صنع أسلحة يمكنها أن تفني البشرية كلها عشرات وربما مئات المرات ،وتنافست مع بعضها البعض للوصول إلى الفضاء وربما فكرت في بناء قواعد عسكرية ونصب صواريخ على الكواكب الأخرى، ثم اكتشفت فجأة أنها لا تمتلك ما يكفي من الكمامات التي تحمي الناس من هذا الفيروس الذي لا تراه العيون ،واكتشفت نيويورك عاصمة المال والسياسة وقبلة العالم كله أنها لا تملك من أجهزة التنفس ما يكفي لرعاية من سيهاجمهم هذا الفيروس .
هذه الدول التي لم تحترم الأرض واعتدت على نواميس الطبيعة وتوازناتها التي خلقها الله، قد وجدت نفسها فجأة عاجزة عن مواجهة فيروس لا يحترم كبيرا أو صغيرا !فجأة امتلأ العالم برائحة الموت وساد الهلع في كل أركان الأرض وعجزت كل الأسلحة النووية وغير النووية التي تكلفت المليارات عن حماية أهلها من خطر لا يعرف له أول ولا أخر.. هذا الفيروس كسر غرور العالم وساوى بين الكبير والصغير.
فهل يمكن بعد هذا الذي يجري أن يصبح عالم ما بعد الفيروس مختلفا عن عالم ما قبل الفيروس؟ هل سيتفق الجميع على أن هذه الأرض التي نعيش عليها هي ملك للجميع وأن العبث بها يمكن أن يطيح بالجميع؟
هل سيتعاون الكبار في درء الفساد الذي ظهر في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ويدركوا أن الأرض تحتاج الي تنافسهم أكثر من الفضاء وأن الجوعى والمرضى في حاجة إلى مواردهم وتريليوناتهم التي تنفق على السلاح ؟
كورونا.. لم ينتهي الكلام طالما بقي الخوف وبقي الغموض والتخبط الذي يعيشه العالم بكل جبروته وعلومه وسلاحه.