انفجارات تخلف مئات الضحايا الأبرياء في العراق وسوريا، انفجارات واقتتال في اليمن، إعدامات متكررة في إيران، فوضى عارمة في ليبيا، أنفلونزا الخنازير تضرب العالم، ولا جدوى من الحديث عن كونها خرجت من معامل المخابرات الأميركية عمداً أو على سبيل الخطأ أو لم تخرج منها، فالمهم أنها موجودة ومنتشرة، ومن قبلها أنفلونزا الطيور، ومن بعدها الطاعون الذي ظهر في ليبيا والكوليرا التي ظهرت في اليمن، وتكتمل الصورة البشعة للعالم الذي نعيش فيه بوجود مليار جائع في هذا العالم حسب أرقام الأمم المتحدة.
مساحة القبح والبشاعة في العالم أصبحت أوسع بكثير من مساحة الجمال، فما أتعس إنسان هذا العصر الذي يتعرض يومياً لهذا الشلال من المعلومات عبر وسائل الإعلام التي حولت ليل الناس إلى كوابيس.
لا سبيل أمام الإنسان العادي إلا أن يفعل كما يفعل ممارسو “اليوغا”، يتنفس بعمق ويخترع لنفسه صوراً جميلة يعيشها للحظات هروباً من واقعه الأليم.
وعلى الكتاب ووسائل الإعلام أن يمارسوا نفس الشيء فيما يقومون بعرضه على عقول الناس كل يوم. ولابد أن يقدموا للناس استراحات معينة يبعدون فيها الناس عن بشاعة العالم. أوباما دغدغ مشاعرنا، ونتن ياهوووووه أطفأ كل مصابيح الأمل!
فماذا بوسع الكتاب أن يكتبوا الآن عن قضية لو قدر للإنسان أن ينام لمدة ستين عاماً أخرى كتلك التي نمناها نحن العرب كما نام أهل الكهف، فسنستيقظ على نفس نشرات الأخبار التي تبرز القادة الذين يبحثون عملية السلام ويسعون إلى إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف!
الكاتب الكبير أنيس منصور، هرب من تلك الصورة بمكوناتها البشعة ووجد لنفسه فكرة جيدة يكتب عنها، فكتب عن رحيل الرجل الذي أسعد الملايين دون أن يأبه لرحيله أحد، ودون أن يقف أحد دقيقة حداد على رحيله، إنه الدكتور “فرشغوت” الذي اخترع الفياجرا، ذلك الدواء السحري الذي رفع من شأن ملايين الرجال. أليس من الأفضل للكتاب أن يأخذوا الناس، ولو على فترات، إلى صور وعوالم أفضل وموضوعات تشعرهم بالراحة والأمن بدلاً من الكوابيس اليومية التي تصب فوق رؤوسهم على مدار الساعة!.