بثينه خليفه قاسم
24 يناير 2018
كم ساعة يقرأ العربي؟
ادخل الى غوغل واكتب هذا السؤال،وعندما تأتيك الإجابة،ستعرف أنك قد صغت سؤالك صياغة غير دقيقة من الناحية المنطقية،وسوف تكتشف أيضا أنه من غير الجائز أن تقول كم كتاب يقرأه العربي خلال العام الواحد ،فالمدة الزمنية التي يقرأها العربي لا تقاس بالساعة ولكنها تقاس بالدقيقة،وكذلك الحال بالنسبة للكتاب ،فالعربي لا يقرأ سوى ستة دقائق في العام،ولا يقرأ سوى ربع صفحة فقط .
طبعا هذا في المتوسط ،فليس كل الناس سواء ،فهناك من يقرا كتابا وهناك من يقرأ عشرة،وهناك من لا يقرأ شيئا على الاطلاق.
هذا ليست دعاية سلبية موجهة ضد العرب،ولكنها حقيقة مرة أفصحت عنها لجنة تابعة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر من خلال متابعتها لمعدلات القراءة على مستوى العالم.
الاحصائية التي كشفت عنها اللجنة المذكورة تبين أن الإنسان العربي ،في المتوسط يقرأ لمدة ستة دقائق في العام الواحد ،في مقابل ٢٠٠ ساعة للإنسان الغربي ،وهذا المعدل ليس بعيدا عن نتائج احصائيات أخرى كثيرة قد تختلف في أرقامها،حسب وسيلة القياس المستخدمة،ولكنها جميعا تتفق على وجود فرق شاسع بين معدل ما يقرأه العربي وما يقرأه مثيله في الغرب وفي إسرائيل.
ففي تقرير التنمية البشرية الصادر عن اليونسكو في ٢٠٠٣ ،كان كل ثمانين عربيا يقرأون كتابا واحدا بينما كان المواطن الأوروبي يقرأ ٣٥ كتابا والإسرائيلي يقرأ أربعين كتابا.
ونفس البون الشاسع موجود أيضا على مستوى انتاج الكتب بشكل عام والترجمة من اللغات الأخرى الى اللغة العربية،ففي مقابل كل ألف نسخة من أي كتاب عربي،تجد خمسين ألف نسخة من نظيره في الغرب.
والسؤال هنا ،في ظل هذه الكارثة التي تتسع ويتسع تأثيرها : ما الذي تفعله وزارات ووزراء الثقافة في العالم العربي تجاه تشجيع القراءة ؟
أتصور أن هذه الكارثة سوف تتزايد اكثر وأكثر في ظل وجود الفيسبوك ،حيث ألقى الكثيرون الكتاب جانبا واستأنسوا لهذه الوسيلة الجهنمية التي تزيد من تفاهة البشر وتزيد من تسطيح ثقافة الشباب والكبار معا.