كل من هب ودب يعطينا دروسًا!

كل من هب ودب يعطينا دروسًا!

أعجبني ما صرحت به السيدة سميرة رجب وزيرة الدولة لشئون الإعلام لصحيفة “جلف ديلي نيوز”، ردا على المدعو دايمون هيل الذي دعا قبل أيام لإعادة النظر في إجراء فعاليات الفورمولا 1 في البحرين لأسباب وصفها هو بأنها أخلاقية تتعلق بالموقف من المعارضين في البحرين.
السيدة الوزيرة قدمت ردا قويا ونفت مزاعم هذا الرجل سواء كانت هذه المزاعم ناشئة عن تغذية معلوماتية خاطئة أو مزيفة أو حتى عن كراهية أو سوء نية من جهته، وتحدت السيد هيل أن يزور البحرين بنفسه ليتأكد من أن معلوماته غير دقيقة وأن الجهات الأمنية البحرينية تتعامل مع الجميع وفق القانون.
وبالطبع فالسيدة سميرة تتحدث كوزيرة مسؤولة والوزراء لهم ضوابط ولهم لغة متوازنة بعيدة عن التجاوز والانفعال كونهم رموزا للدولة.
ولكن ما قاله السيد هيل هو شيء يدعو للضيق والاختناق، وكأن كل من هب ودب يحق له أن يعطينا دروسا في الأخلاق وفي حقوق الإنسان، حتى وإن كانت معلوماته مشتقة من ادعاءات كاذبة.
فإلى متى سنظل نحن العرب نعطي اهتماما لكل من يتناول شؤوننا من الأوروبيين والأميركيين مهما كان حجمه وأهميته وصلاحياته؟
السيد هيل، حتى وإن كان من قبل بطلا من أبطال الفورمولا 1، لا يحق له ولا لغيره أن ينصب نفسه حكما في شأن داخلي بحريني،خاصة أن كل ما يمتلكه هو معلومات غير ذات قيمة لأنها غير موثقة وغير منسوبة لجهة مهنية نزيهة.
هل يريد السيد هيل من السلطات الأمنية أن ترسل خطابات شكر للذين يرتكبون الحوادث الإرهابية في بلادنا؟ وهل الهجوم على أقسام الشرطة والاعتداء على رجال الأمن عمل سياسي سلمي يجب على محاكم البحرين أن تبرئ ساحة الذين يرتكبونه.
لقد أحسنت وزيرة شؤون الإعلام عندما كانت صريحة ومباشرة عندما قالت إننا قبضنا على بعض منفذي الهجمات الإرهابية على مبنى وزارة الخارجية ودار الحكومة وإن الشرطة تبحث عن متورطين آخرين سيتم القبض عليهم قريبا.
فكيف نقبل أن يسوي أحد مهما كان وضعه وتأثيره في العالم أن يسوي بين المعارضة السلمية وبين الإرهاب المنظم القبيح الساعي لتخريب الاقتصاد من خلال الإيحاء للعالم بأن البحرين لم تعد المكان المناسب للسياحة والاستثمار لأنها مليئة بالإرهاب الذي يمكن أن يطال مصالح المستثمرين ويطال أرواح السياح.
يجب أن يأتي اليوم الذي نتحرر فيه من تقديس المفاهيم والقيم الغربية التي نعليها على قيمنا، لا لشيء سوى أن الغرب يمتلك القوة العسكرية والاقتصادية، حتى وإن كانت أكبر الدول في الغرب تدعم الاحتلال والقتل وتسمي المقاومة المشروعة إرهابا.