كل عام وأنتم بخير

كل عام وأنتم بخير

رغم شمرور ثماني سنوات على إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، إلا أنني تذكرته كثيرا هذا العام بالذات،خصوصا في ظل ما نراه في العراق من أوضاع طائفية وأمنية متفاقمة ودولة توشك أن تتحول إلى دولة فاشلة.
كلما تابعت أحداث العراق ترحمت على صدام حسين وقلت لنفسي لو أن صدام لم يرتكب حماقة غزو الكويت الشقيق ولم يقم بما قام به تجاه المملكة العربية السعودية، لكان له مكان أفضل على صفحات التاريخ،فقد أثبتت المواقف أن صدام كان الرجل المناسب لحكم العراق على وجه الخصوص، فهو الذي كتم صوت الطائفية البغيضة واستطاع بالديكتاتورية أن يجعل العراق واحدا موحدا، لا محاصصات ولا تبعية للشرق ولا للغرب.
أعدموه يوم عيد الأضحى ليدخلوا الفرحة في قلوب العراقيين ويعلنوا سقوط الطاغية ونهاية الاستبداد، ومنذ ذلك لم يأت العيد أبدا على مدى ثماني سنوات، وها هي الديمقراطية التي وعدوا بها قد نقلت العراق من خراب إلى خراب، فقد سقط الاستبداد وسقط بعد كل شيء حتى الدولة نفسها.
نحن لا ندافع عن صدام حسين ولا نحاول تزيين تاريخه، فهناك أمور كثيرة لا يمكن لأحد الدفاع عنها، مثل احتلاله للكويت الذي كان بمثابة الضربة القاضية للأمن القومي العربي، ولكننا نفرق بين صدام الذي استطاع أن يحكم العراق ويوحد الدولة ويكون جيشا قويا وقاعدة علمية لا مثيل لها، وبين صدام الذي دفعه الجنون إلى مغامرات ضيعت العراق وضيعت الأمة.
نريد أن نبين أن الذين قتلوا صدام حسين لم يقتلوه حبا في العراقيين ولم يقتلوه من أجل الديمقراطية أو تحرير العراق، إلى آخر الشعارات الكاذبة التي خدعوا العرب بها، ولكنهم استخدموا الاستبداد واستخدموا تطلعات الناس وأحلامهم العريضة في ذبح الأمة والقضاء على العراق إلى الأبد.
أية حرية تلك التي تحققت في العراق والإنسان يخرج من بيته كل يوم وهو يتوقع ألا يعود إليه مرة أخرى،أية ديمقراطية تلك التي ملأت العراق بكل ذئاب الأرض وكلابها وجعلته ينتقل من سيء إلى أسوأ؟
إذا كان كل من التحرير والديمقراطية والحرية قد أتى بداعش ومن قبلها مليشيات الإعدام الإيرانية إلى أرض العراق وفعل بأهله ما نراه وما نسمعه، فالاستبداد والديكتاتورية أفضل بكثير من الديمقراطية!.