وزراء الداخلية العرب هم أبطال المرحلة الحالية بخطورتها وحساسيتها، فعلى عاتقهم تقع مسؤوليات جسام تجعلهم لا ينامون الليل كما ينام بقية البشر، فهم مطلعون عن كثب على كل الخطط وكل العمليات القذرة التي تدار ضد الأمة كلها سواء كانت عمليات إرهابية أو عمليات تهريب أسلحة وتفجيرات من أجل هز استقرار الدول ودفعها نحو الفوضى.
ووزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، كواحد من وزراء الداخلية العرب المهمومين بشؤون أمتهم وما يراد لها من هلاك، يحمل على عاتقه مسؤوليات جسام، فضرب الأمن وتحويل الدول إلى الفوضى التامة الأداة الأساسية لتنفيذ المؤامرة، ومن هنا تتعاظم الهموم أمام تعاظم المسؤوليات، لأن التاريخ سيكتب كل كبيرة وصغيرة وسيسجل أنه في عهد فلان وفلان استطاعت الدولة دحر الإرهاب والوصول إلى بر الأمان بفضل فلان وما قدم رجاله من تضحيات وبطولات وشهداء.
كل هذا يفسر حالة الحزم وحالة الصراحة والود والأبوة التي اتسم بها حديث وزير الداخلية البحريني أمام الحاضرين الأسبوع الماضي، فالرجل وضع كل شيء أمام الجميع، ووجه خطابه لكل رجل وامرأة وشاب بحريني دون تفريق ودون وصف لأحد، وأوضح أن كل شخص مسؤول عن رعيته، وكل شخص مسؤول عن دور ما، فيما تمر به بلادنا والمنطقة من ظروف حساسة وخطيرة.
الوزير تحدث بصراحة عن تفاصيل الخطر الذي تتعرض له البلاد، وعندما يتحدث وزير الداخلية عن تفاصيل وعن مخاطر بألفاظ محددة وأسماء محددة، يجب أن يشعر الجميع بالخطر، فكلام وزير الداخلية ليس مقالا في صحيفة يعبر عن رؤية صاحبه ولكنه كلام رجل يحمل، مع غيره من الرجال، على عاتقه مسؤولية حماية بقاء الدولة ونجاتها من المؤامرة الكبيرة. في هذه اللحظة الخطيرة لمس الوزير قضية المواطنة البحرينية بحسم وذكاء ولفت أفهام وقلوب الجميع إلى خطورة الفيروس الذي يهدد هذه المواطنة ويسهل على العابثين بأمننا مهمتهم الدنيئة، فتحدث عن ضرورة أن يكون لنا جميعا وصف واحد، وهو الوصف الذي يقوم على كلمة بحريني فقط، طالما أن هذا هو المكتوب في جوازات سفرنا، أما بقية الأوصاف الأخرى فلابد أن ينساها الجميع.
في زمن المؤامرة الذي نعيش فيه لابد أن نأخذ جميعا كلام الوزير كوثيقة وطنية تقيم علينا جميعا الدليل الدامغ الذي يبين مواقفنا من الوطن ومساعينا لحماية ترابه من كل ما يدنسه.