كفى تدليساً

كفى تدليساً

الكتاب الذين يتهمون القضاء المصري بعدم النزاهة في هذه المرحلة هم إما جهلاء لا يعرفون شيئا عن الشأن المصري، سوى ما تذيعه لهم الفضائيات العميلة الكارهة للعرب، وإما حاقدين يبحثون عن فرصة لتوجيه سهامهم إلى مصر في هذه المرحلة الصعبة التي تقوم فيها بمواجهة الإرهاب اللعين بالنيابة عن الأمة.
هم يكرهون الجيش المصري ويخلطون بين عمله وبين عمل القضاء بسوء نية واضحة، لأنه أبطل السحر وقلبه على الساحر، وأوقف آلة الإرهاب الجهنمية التي استخدمت من قبل أعداء هذه الأمة لتفتيتها والقضاء عليها.
الإرهاب قتل أعدادا كبيرة من المصريين وملأ بيوت مصر بالأحزان حتى الناس يعيشون في أجواء حقيقية وأصبح كل رجل من رجال الجيش والشرطة يخرج من بيته صباحا وهو يحمل شعورا حزينا بأنه لن يعود لأولاده في المساء. وجاء الحكم بالإعدام على عدد كبير من منفذي العمليات الإرهابية ضد الشعب وضد الجيش والشرطة، فرصة سانحة لأعداء مصر كان لابد من استغلالها للتشكيك في القضاء، ومن خلال التشكيك في القضاء يتم توجيه الاتهام للجيش، سعيا إلى تسخين الأجواء من جديد وضرب استقرار البلد العربي الكبير الذي يكافح من أجل القضاء على الارهاب وضبط الأمن بعد ثلاث سنوات من الاضطرابات.
هل كان ينبغي على القضاء المصري ان يبرئ ساحة القتلة طالما أنهم ينتمون للإخوان أو لأن عددهم كبير ولا يجوز في عرف كتابنا العظماء أن يحكم بإعدام عدد كبير في قضية واحدة مهما كانت جريمتهم؟
هم لا يتباكون على القضاء المصري ولا على العدالة، لأن العدالة تقتضي القصاص أيضا لمن فقدوا أرواحهم ومن تم التمثيل بجثثهم من ضباط الجيش والشرطة على أيدي الإرهابيين، والذين يزيد عددهم بكثير عن عدد الذين حكم عليهم بالإعدام! ولكنهم يتباكون على ضياع الحلم على أيدي رجال الجيش المصري، فلو كان الحلم قد تحقق في مصر لتبعه تحقق الأحلام في غيرها من الدول، خصوصا في البحرين التي يحترق بعض كتابها حزنا على ضياع ذلك الحلم، ويشككون في القضاء المصري ويتهمونه بأنه مسيس وأنه يقوم بتصفية حسابات مع الإخوان المسلمين، وهم في الواقع يقصدون التشكيك في القضاء البحريني دون أن يذكروه بالاسم ويتركون القارئ الموالي لأفكارهم الرديئة ليعرف وحده ماذا يقصدون.
كيف نصدق بكاءكم على إعدام من صدرت بحقهم أحكام قضائية من عتاة الإرهابيين، وأنتم من سكتم دهرا على قيام حزب الله بقتل المئات وتشريد الآلاف من السوريين؟