بثينه خليفه قاسم
١٦ اغسطس ٢٠٢١
كأنك يا بو زيد ما غزيت
“كأنك يا أبوزيد ما غزيت” جملة ساخرة أسمعها من أشقائنا المصريين عندما تنتهي خطة الانسان إلى لا شيء.
فالإنسان يضع الخطط ويستعد وينفق المال ويبذل الجهد وينتظر النتيجة التي ترضيه وفي النهاية لا يجد شيء وكأنه ما سعى وما اجتهد، و”كأنك يا أبو زيد ما غزيت”.
أعتقد أن “أبوزيد ” الموجود في المقولة المصرية الساخرة هو أبو زيد الهلالي بطل السيرة الهلالية التي تحكي قصة عرب نجد وقيامهم بغزو شمال إفريقيا والوصول إلى تونس الخضراء كما تصفها سيرة بني هلال التي قام بتجميعها وطبعها الراحل عبد الرحمن الأبنودي.
تذكرت هذه المقولة عندما تابعت تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بسحب القوات الأمريكية من أفغانستان وتقدم قوات طالبان وسيطرتها على غالبية الأراضي الأفغانية ودخولها العاصمة كابول وهروب الرئيس الأفغاني أشرف غني.
وسألت نفسي إذا كان الأمريكيون قد ذهبوا إلى هناك في 2001 ونحن الآن 2021 فما هي النتيجة التي تحققت خلال عشرين عاما إذا كانت طالبان قد اجتاحت الأخضر واليابس من جديد من قبل أن يكتمل رحيل القوات الأمريكية وقد أصبح هم الرئيس الأمريكي هو تأمين ترحيل الأسر والدبلوماسيين الأمريكيين من هناك!
وقال الرئيس جو بايدن في تعليقه على ما يجري هناك: لقد سمحت بنشر ما يقرب من 5000 جندي أمريكي للتأكد من أنه يمكننا إجراء انسحاب منظم وآمن من الأفراد الأمريكيين وغيرهم من أفراد الحلفاء الأفغان الذين ساعدوا قواتنا خلال مهمتنا وأولئك المعرضين لخطر خاص من طالبان.
أما النتيجة التي تحققت بعد كل هذه السنين فقد قالها الرئيس بايدن أيضا وهي “أن أمريكا ذهبت إلى أفغانستان قبل عشرين عاما لهزيمة القوات التي هاجمتها في 11 سبتمبر. وقد أسفرت تلك المهمة عن مقتل أسامة بن لادن منذ أكثر من عقد من الزمان وتراجع تنظيم القاعدة.
إذن النتيجة طبقا لقول بايدن هي قتل أسامة بن لادن و ” تراجع ” القاعدة. لم يقل القضاء على القاعدة. فكم تريليون أنفقت أمريكا على هذه الحرب؟ وكم جندي أمريكي قتل؟
طبقا لقول الرئيس بايدن: أرسلت أمريكا أفضل شبابها وشاباتها، واستثمرت ما يقرب من واحد تريليون دولار، ودربت أكثر من ثلاثمائة ألف جندي وشرطي أفغاني، وزودتهم بأحدث المعدات العسكرية وحافظت على قدراتهم العسكرية.
فما هي نتيجة التدريب ونتيجة التسليح إذا كانت طالبان قد وصلت لعرين الرئيس نفسه فولى هاربا؟؟ وكأنك يا أبو زيد ما غزيت.