بثينه خليفه قاسم
19 ابريل 2020
قطر والجزيرة وكورونا
في الوقت الذي تقوم فيه الدول العربية بجهد متميز في مواجهة تفشي فيروس كورونا منذ بدايته ونجاحها إلى حد كبير حتى الآن، باستثناء الأماكن ذات الظروف الخاصة مثل اليمن وسوريا ،لم تجد قناة الجزيرة ما تقوله كعادتها في انتقاد الدول العربية وبخاصة دول الرباعي العربي البحرين والسعودية ومصر والإمارات.
ولكن حتى في زمن كورونا، الذي تتحدث فيه الدنيا حديث العلم وحديث الإنسانية والرحمة، قطر هي قطر والجزيرة هي الجزيرة لابد أن تبحث عن نقيصة عربية، وبما أن العرب في مواجهة هذه المحنة كانوا أكثر استعدادا من دول أكثر غنى وأكثر تقدما، فلابد أن تخترع الجزيرة نقيصة تتحدث عنها، فوجدناها تتخذ من قرار قوات التحالف العربي موضوعا للنقد والتسفيه وعكست وجهة نظر الحوثي أكثر من أي شيء آخر. على الرغم من دول التحالف قد اتخذت قرار وقف إطلاق النار من باب الرحمة والإنسانية ولكي يتمكن اليمنيون من مكافحة تفشي الفيروس.وراحت الجزيرة تفسح المجال لمن ينددون بالقرار ويعتبرونه خدعة سعودية.
وخلال تقييم الجزيرة لخطة مصر والإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الفيروس لم تلجأ لأي طبيب ولم تلجأ حتى لمنظمة الصحة العالمية ولكنها استضافت لذلك أحد اللاجئين المصريين في تركيا التابعين لجماعة الإخوان الإرهابية لكي يقيم الوضع الطبي في مصر رغم كونه مقيم في تركيا التي أنهكها الفيروس أكثر من أي دولة عربية .
الشيء الذي يدعو للسخرية أنه في الوقت الذي كان فيه مذيعوا الجزيرة يدبجون الجمل في انتقاد الدول العربية ،كانت قناة ألمانية تذيع فيلما تم التقاطه سرا لعمال أجانب يقيمون في أماكن موبوءة ويتعاملون كالحيوانات في الدوحة التي تنتقد غيرها بالباطل .
لقد كان هذا الفيلم الذي عكس الأوضاع المزرية التي يعمل ويعيش وينام هؤلاء العمال في ظلها بمثابة أكبر فضيحة لنظام الحمدين الذي يخترع المواقف والقصص الكاذبة لكي يسيء إلى غيره .
فهل كان يمكن للجزيرة أن تذيع فيلما كهذا الذي أذاعته القناة الألمانية بدلا من أن تذيع كلام الحوثيين والارهابيين؟