4 أكتوبر 2017
قصة صورتين
من الصور التي تداولتها وسائل الإعلام الفترة الماضية صورة لمحمد بن زايد آل نهيان وهو يقبل رأس الإمام الأكبر شيخ الأزهر،الدكتور أحمد الطيب،وصورة أخرى لأمير قطر وهو يقبل رأس الشيخ يوسف القرضاوي مدرسه الخاص منذ طفولته.ما أصدق المثل القائل الصورة الجيدة خير من ألف كلمة.والحقيقة أن كل صورة من الصورتين ليست فقط خير من ألف كلمة،ولكنها تعبير عن قصة أو استراتيجية دولة على مدار سنوات طويلة مضت.
فابن زايد الخير عندما قبل رأس شيخ الأزهر الشريف فقد قبل رأس الاعتدال والوسطية واختار الاسلام الصحيح الذي يبني ويعمر ويدعو إلى السلام والوئام ويعمل على صلاح الكون كله،فالاسلام رسالة إصلاحية ورسالة اعمار للكون الذي نعيش فيه.ولكن بن حمد عندما قبل رأس الشيخ القرضاوي،فقد قبل رأس التطرف والارهاب واختار طريق التخريب والقتل لتحقيق أهداف شخصية بعيدة كل البعد عن منهج الاسلام وروحه.
بن حمد اختار الجماعة التي استخدمت كما استخدم حصان طروادة، استخدمت في اختراق هذه الأمة وتدمير مقدراتها من قبل الطامعين فيها من هنا وهناك،معتقدا أن التطرف والارهاب وطعن العروبة بسلاح الطائفية المقيتة هو الذي سيصنع مجد ال ثاني ويجعلهم يحلون محل ال سعود في قيادة هذه الأمة. والخلاصة أن القبلة التي يطبع بن حمد على رأس القرضاوي هي الخلاصة وهي القصة وهي التاريخ لحمد وتميم، وهي الاختيار غير الموفق لحكام قطر الذي جرهم الى معاداة الأمة كلها.
أما قبلة بن زايد الخير فهي قبلة على جبين الأمة كلها ،فهي تعبير عن الوسطية والاعتدال والبعد عن التطرف وهي تعبير عن تاريخ الإمارات وتاريخ آل نهيان المليء بالعطاء لهذه الأمة،تاريخ البناء والتعمير والاستثمار في العلم والثقافة في هدوء واحترام بمقدرات الأمة وتاريخها ولذلك فقد نال آل نهيان احترام الأمة وتقديرها.
فشتان بين دولة يقوم إعلامها بدق طبول الفرح عندما يسقط شهداء الجيوش العربية على أيدي جماعات الخيانة ،وبين دولة يقوم إعلامها بتضميد الجروح.