قتل السوريين واجب ديني وقومي!

قتل السوريين واجب ديني وقومي!

انتهى زمن الحياء السياسي ووصلت المغالطات إلى مداها، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
هذا ما قلته لنفسي عندما سمعت ما قاله الأمين العام لحزب الله اللبناني قبل أيام في خطاب ألقاه بمناسبة تشييع أحد قيادي الحزب الذي سقط خلال العمليات التي تقوم بها مليشيات الحزب في سوريا.
رغم الصدمة الكبيرة التي تصيب الانسان بسبب كم المغالطات التي استخدمها نصر الله في خطابه، إلا أنني لا أستغرب ان أجد من يصفق له ويتأثر بما يقول، لأن الآيدولوجيا تغيب العقل وتمنع أصحابها من التفكير العلمي المحايد، ومن هنا يكون ذهاب حزب الله إلى العراق لقتل بعض أبناء الشعب العراقي وذهابه إلى سوريا جهادا في سبيل الله، ويكون الذين يسقطون في القتال هناك شهداء، ويكون الطرف الذي ذهبوا لقتله هناك من أصحاب النار!
آخر تجليات زعيم حزب الله ان السعودية غاضبة لأنه أفشل مشاريعها في المنطقة، ولم يبين لنا بالضبط ما هي هذه المشاريع التي تريدها السعودية!
نحن نفهم جيدا أن المهمة الأولى لحزب الله في المنطقة هي محاربة السعودية ودول الخليج وأنه لا ينال الرضا التام من الدولة الأم (إيران) إلا بمناكفة هذه الدول والسعي لهز استقرارها، ولكننا لا نعرف مشاريعا سعودية أو غير سعودية، سوى الحفاظ على أمننا وبقائنا.
إذا كان ذهاب مليشيات حزب الله إلى العراق وسوريا واجبا دينيا وقوميا، فمن حقنا أن نسأل حسن نصر الله عن معنى الدين وعن معنى القومية لديه، فهل الدين يبرر قتل السوريين المعارضين لنظام الحكم في بلدهم؟ هل السوريون والعراقيون الذين قتلهم الحزب كانوا مرتدين عن الاسلام؟
وما العلاقة بين القومية والواجب القومي وبين ما قام به الحزب ولا يزال في سوريا والعراق؟ هل الحزب يحارب إسرائيل أو إيران إلى جانب سوريا، أما ماذا؟
وهل ولاية الفقيه تترك مجالا من الأساس لكلمة القومية أو تعترف بأية رايات أخرى أو تسمح لحزب الله ان يخوض اي حرب تحت مظلة قومية؟
لو كان الواجب القومي المحرك لوجدنا حزب الله يؤدي واجبه القومي في اليمن ويقف إلى جانب قوات التحالف العربي الساعية لاستعادة الشرعية في اليمن!
نصر الله يقول إنه ذهب إلى سوريا لأن مقام السيدة زينب أصبح في خطر، فهل هذا كلام يصدقه أحد؟ من الذي يشكل هذا الخطر على مقام السيدة زينب؟ أليس هذا دليل على الإفلاس التام وسقوط كل الحجج القديمة حول المقاومة وشرف المقاومة؟.