هل رأيتم الرجل الذي ضرب مثلا للرجولة في صورتها المثلى؟لقد رآه الملايين من النساء والرجال على اليوتيوب وهو يفضل الموت على ضياع شرفه.
إنه رجل سوري رفض أن يقايض شرفه بالسماح باغتصاب زوجته على أيدي شبيحة الأسد في زمن شحت فيه الرجولة واختفت فيه المروءة والشهامة وسادت النذالة ولم يعد لدى الأسد ورجاله سوى الخسة والدناءة التي لا مثيل لها عبر التاريخ.
كيف لمشهد كهذا أن يحدث في دولة عربية إسلامية مدعومة من دولة إسلامية تزعم كذبا أنها حامية الإسلام والمسلمين وهي أكثر دولة نكلت بالمسلمين وتلطخت أيدي زعمائها بدماء الشعوب الإسلامية.
شبيحة قساة القلوب معدومي المروءة يدوسون بأحذيتهم على ناصية الرجل وعلى رقبته لإجباره على الرضوخ لمطلبهم الشاذ الدنيء،و يدوسون بأحذيتهم على شرف النساء وشرف الوطن،رغم أن ألسنتهم ووجوههم عربية ودينهم الإسلام.
ألا يكفي هذا المشهد أعداء العرب والمسلمين ليقوموا بتشويهنا ألف عام،خاصة وأنه مشهد موثق بصورة العربي وصوته ولغته؟
هل هذه هي فتوحاتكم وبطولاتكم يا شبيحة الأسد؟ يا من احتلت أرضكم سنينا طويلة ولم تطلقوا رصاصة على محتليها وملأتم الدنيا ضجيجا وشعارات حول ممانعتكم وتعبيركم عن عزة الأمة وكرامتها،ثم تبين أن الكرامة والشرف شيء لا علاقة له بما تفعلون بعد أن امتهنتم شرف النساء وقهرتم الرجال، وأبيتم إلا أن تدخلوا التاريخ من باب العار،فباب الشرف والبطولة لا يناسب من هم أمثالكم.
هذا الرجل الذي أبى وهو يصارع الموت أن يسمح للأوغاد أن يدوسوا على شرفه وكرامته أطهر منكم ومن تاريخكم وتاريخ آل الأسد.
سوف تساقون يا أشباه الرجال حتما إلى مكانكم المناسب في التاريخ ككل معدومي المروءة والشرف،فمكانكم هو مزبلة التاريخ أنتم وقادتكم،أما الرجل الذي ساومتموه على شرفه فقد انتصر بالفعل ويحق لنساء سوريا ونساء العرب أن يفخرن به.
“هذه مرتى.. هذه بنت عمى.. تاج راسى”،،هكذا نطق هذا الرجل ودماؤه تروي أرض سوريا ليكتب تاريخا ويصبح سيدا لشهداء سوريا.
سوريا لا يزال بها رجال،إذن هي لن تموت، ولابد لليلها من نهاية،ولابد أن يطلع الغبش ولابد للصبح أن يتنفس ولابد لأشجار بردى أن تسرح ضفائرها في موج الشطوط.
أيها الرجل السوري العظيم لقد أغرقتنا بطولة ورجولة وأعدت لنا الأمل بعد أن سألنا عن الرجولة فقالوا احتضرت،وسألنا عنها فقالوا ماتت وسألنا عنها فقالوا كفنت وسألنا عنها فقالوا دفنت،وسألنا عنها فقالوا إنا لله وإنا إليه راجعون.
يقول الشاعر البدري في قصيدة:صرخة امرأة في زمن النذالة.
ألا يكفيكمُ..الموتَ
في وسط النهار
ألا تكفيكمُ..ملايين الأرامل
واليُتم الصغار
لا..لا تفعلوا ..
اقتلوني..
قطعوني
امضغوني..
وابصقوني..
ولكن..لاتقربوا
حصني الحصين
فكرامتي تبقى
إن بقيَ الحصنُ
أمين
فمالي والحياة
والظلّ الظليل
ان استبيحتْ
جوهرتي..نفسي
وتكسَّرتْ
في جسدٍ عليل