رأينا حملة انتخابات الرئاسة الأميركية ودرجة السخونة التي وصلت إليها، ورأينا كيف قام كل طرف – جمهوري وديمقراطي – بتمزيق ملابس الطرف الآخر وكشف كل عوراته الشخصية وفضحه أمام العالم كله.
رأينا كيف قام فريق هيلاري كلنتون بتسفيه المرشح الجمهوري "الرئيس الحالي للولايات المتحدة الأميركية" ترامب، وجعله مثار تهكم وسخرية في أنحاء العالم، ورأينا كيف نال الجمهوريون من هيلاري كلنتون ومن زوجها وكأننا نشاهد فيلم "حين ميسرة".
اختلف الطرفان على كثير من القضايا الداخلية والخارجية وكيفية التعامل معها ووصلا إلى حد التباين التام في تقييم ومعالجة الكثير من القضايا التي تهم الولايات المتحدة، بما في ذلك الاتفاق النووي الإيراني، الذي أقسم ترامب على تمزيقه.
ولكن الشيء الوحيد الذي اتفق الطرفان عليه، بل وتنافسا فيه هو دعم إسرائيل وتدليلها بكل السبل الممكنة، هذا هو ما كان ولا يزال الشأن الثابت الذي لا يتغير في السياسة الأميركية بشكل عام، وليس فقط بحملات الرئاسة.
لقد وصل الأمر بالمرشح الجمهوري ترامب خلال سعيه لاسترضاء اليهود والحصول على أصواتهم واسترضاء إسرائيل أن أعلن أن القدس عاصمة موحدة لإسرائيل وأنها حق تاريخي لليهود منذ ثلاثة آلاف عام، ووصف المقاومة الفلسطينية بأنها إرهاب.
أما السيدة كلنتون فأكدت أمام الأيباك ضمان تفوق إسرائيل النوعي عسكرياً، وتزويدها بالصواريخ وتكنولوجيا الكشف عن الأنفاق وتهريب السلاح، ومنع الهجمات (الإرهابية)، وترفض أي حل تفرضه الأمم المتحدة من خلال مجلس الأمن الدولي، وهي ترى أن نزعة معاداة السامية تتنامى في أوروبا، وتقول إنها كتبت رسالة لمؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية في سنة 2015 أكدت فيها معارضتها التامة لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات.
لذلك فالقضية الفلسطينية ستبقى دائما الدليل الأبرز على سياسة الكيل بمكيالين التي تتبعها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وستبقى أكبر دليل على التناقض الأميركي ونسف المبادئ والقيم التي يقال إن أميركا قامت عليها.
ولذلك ستبقى القضية الفلسطينية، رغم كل التغيرات والأحداث التي وقعت في العالم العربي خلال السنوات القليلة الماضية.