ما حدث يوم الاثنين الماضي يجب أن يستنفر المجتمع البحريني بكل فئاته وليس فقط رجال الأمن الذين هم بطبعهم مستنفرون في هذه الأيام، فمقاومة الارهاب الأسود مسئولية المجتمع بأكمله ،ابتداء من الأسرة حتى الجامعة ،هو مسئولية كل مدرس وكل مشرع وكل كاتب وكل صاحب كلمة.
الارهاب لا يفرق، ولا يختار ضحاياه، وقنابل الغدر والخيانة قد تحصد روح أي فرد منا، والذين يدبرون مثل هذه الأعمال الدنيئة يمكن أن يكتووا بنارها ،فلنقف ضد الغدر والخيانة لأننا جميعا مستهدفون.
والذي وضع هذه القنابل المصنوعة في البحرين لم يضعها من أجل الحرية أو الديمقراطية أو أي شيء مما يرد في الشعارات التي تتردد ليل نهار، ولكنه أراد أن يأخذنا في طريق اللاعودة.
وهذه الانفجارات التي وقعت في العدلية والقضيبية والحورة وراح ضحيتها أبرياء تعد مؤشرا خطيرا لما قد يحدث مسقبلا،لأن وقوعها بهذه الطريقة يبين أن هناك إصرارا على تنفيذ مؤامرة ما ضد البحرين، وبالتالي لا يجب أن ندعها تمر مرور الكرام.
صحيح أن اثنين فقط هما اللذين راحا ضحية هذا العمل الجبان،وأن حوادث الطرق خلال اليوم قد تحصد من الأرواح أكثر من ذلك، ولكن حوادث الارهاب بالذات لا ينظر إليها بهذا المقياس العددي.
إنني في هذه المناسبة الأليمة أتوجه للسادة أصحاب السماحة بعدد من الأسئلة نتمنى أن يجيبوا عليها في خطبهم القادمة.
أول هذه الأسئلة: ما معنى الآية الكريمة : “إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ “.
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيراً مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ”.
نريد من رجال الدين أن يبينوا لنا جزاء من يقتل إنسانا لا يعرفه وبلا أي سبب ،نريد أن نسمع منهم هل التخريب والقتل العشوائي على النحو الذي رأيناه في بلادنا الآمنة يدخل ضمن الإفساد في الأرض الذي نصت عليه الآية الكريمة أم لا؟ نريد منهم أن يقولوها دون استخدام كلمة” ولكن”، ،فالأمر لا يحتمل المماحكات السياسية والتبرير، لأن التبرير معناه الخيانة ومعناه التواطؤ في هذه اللحظة التاريخية الكاشفة.
لقد نبهنا مرارا أن قنابل الغدر يصنعها الفكر والكلمة قبل أن تصنعها المواد المتفجرة ،وها هي القنابل التي قتلت الأبرياء مصنوعة في البحرين من أولها إلى آخره، فلا نامت أعين الجبناء.