فضيحة الأستاذ الجامعي

فضيحة الأستاذ الجامعي

الأستاذ الجامعي نسي التكنولوجيا ونسي كل ما أحدثته ثورة الاتصالات من معجزات وما صنعته من مصائب في حياة إنسان هذا العصر لأنه كان ضحية من ضحايا الإغراء الذي يفعل فعله في الرجل العربي أكثر من غيره من رجال العالم لأنه مشغول دوما بمسألة الجنس ولأنه لا يرى للرجولة دليلا أهم من هذا الشيء.
إنه الأستاذ الجامعي المغربي الذي أوقعت به إحدى تلميذاته واستدرجته وهو أمام كاميرا “الويب” وقامت بإغرائه بصور وإيحاءات جنسية جعلته ينسى الزمان والمكان وينسى الجغرافيا والتاريخ وينسى نفسه ويتصرف كشاب مراهق أمام الكاميرا لتقوم هذه الفتاة العابثة بتصويره وهو في حالة يرثى لها ثم تقوم بتسريب الصور وتحميلها على الويب للتشهير بالمسكين الذي أسقطه ورم الجنس وقضى على سمعته وشرفه على الأقل في نظر محبيه وأقاربه!
كم من مصائب تحدث بسبب عدم إدراك الناس للمدى الذي وصلت إليه تكنولوجيا الاتصالات في هذا العصر الخطير، فليست هذه هي المرة الأولى التي يتم التشهير فيها بإنسان على هذا النحو الذي رأيناه، فكم من بيوت خربت وأسر دمرت بسبب نشر صور لا تقضي فقط على صاحبها ولكن تقضي على أسرته وعلى كل من يمت له بصلة قرابة.
وطالما أن هذا هو الإنترنت وطالما هذه هي قوانينه، فسوف يفعل كل إنسان ما يشاء ويقول ما يشاء وينشر من الصور ما يشاء، وسوف يكون هناك ضحايا على الدوام ليس فقط لأنه يتم التغرير بهم واستدراجهم من قبل غيرهم والناس كما حدث مع أخينا الأستاذ المغربي، ولكن سيكون هناك ضحايا مظلومون خصوصا في القدرة على التزوير وفبركة الصور.
هذا الكلام ليس دفاعا عن الأستاذ المغربي، فهو في الحقيقة يستحق ما جرى له، وليس أيضا دعوة للتضييق على الانترنت، ولكنه دعوة لوضع قوانين تحكم عمليات التواصل من خلال هذه التكنولوجيا الخطيرة بحيث يضمن الإنسان الذي يتعرض للضرر الحصول على حقه ولكي يتم ردع كل من يسيء استخدام هذه الوسائل في تدمير غيره من الناس.