قبل فترة ليست طويلة، كتبت متعجبة من ردود الفعل الرسمية البحرينية تجاه ما تقوم به إيران من تدخل سافر في الشؤون الداخلية البحرينية ووقوف رد الفعل البحريني الرسمي عند حد دعوة إيران إلى احترام سيادة جيرانها والتأكيد على أن البحرين تؤكد دوما سياسة حسن الجوار ورغبتها في بناء علاقات طيبة مع إيران شأنها شأن بقية دول العالم.
ولكن إيران على مدار سنوات طويلة لم تهتم بكل هذا وواصلت سياساتها المعادية للبحرين التي أقلها التصريحات التحريضية التي تعتمد على افتعال الوصاية على فئة من أبناء الشعب البحريني، وأكثرها قوارب الأسلحة التي ترسل إلى البحرين والارهابيون الذين يتم تدريبهم في العراق وفي أماكن اخرى ليتم إرسالهم للبحرين سعيا إلى إقامة كيانات مسلحة مثل حزب الله اللبناني وجماعة الحوثي التي تولت خراب اليمن بأسلحة إيران.
البحرين بكل تأكيد وصلت إلى حد اليأس التام من قيام إيران باحترام سيادة جيرانها والتوقف عن دعم الارهاب ونشر الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب البحريني، فكان هذا القرار الذي رأيناه الذي يعد رسالة مهمة لكل الدول العربية وكل الدول التي يهمها أمر المنطقة التي نعيش فيها.
البحرين التي لم تكن يوما دولة مندفعة أو متسرعة في قراراتها وسلوكياتها الدولية اتخذت قرارا بسحب سفيرها من إيران واعتبرت السفير الإيراني في المنامة شخصا غير مرغوب فيه وهذا أمر له دلالته الواضحة، لأن تاريخ البحرين الدبلوماسي يقول إن آخر الدواء الكي، إن صح هذا التعبير، والبحرين دولة لا تسعى للصدام مع أحد أو التدخل في شؤون أحد.
وبالتالي فنحن نريد من بقية الدول العربية، خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي أن تكون داعمة بشكل واضح للبحرين في موقفها هذا، حتى تعرف إيران أن هناك موقفا عربيا واحدا من سياساتها الطائفية وتدخلاتها في شؤون البحرين.
ومن وجهة نظري لا يجوز أبدا ان تسكت الدول العربية عن وضع كهذا وتترك البحرين وحدها في مواجهة الاستفزازات الايرانية المتكررة، ولا يجوز ان تلعب دولة خليجية دور الوسيط بين بقية دولة الخليج وبين إيران، لأن البحرين ليست الدولة الوحيدة التي تعاني من تدخلات إيران وأسلحة إيران وخلاياها، ولأننا جميعا كيان واحد ومصيرنا واحد ولأن سقوط أية دولة خليجية في الفوضى التي تسعى إيران إلى خلقها لن يتوقف أثره على تلك الدولة فقط ولكن النار ستحرق الجميع.