بثينه خليفه قاسم
٣٠ ابريل 2022
فاتن أمل حربي والأزهر الشريف
مسلسل فاتن أمل حربي الذي ألفه الاعلامي المثير للجدل ابراهيم عيسى أحدث ضجة كبيرة وخلق حالة غضب واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي وأدى إلى غضب مؤسسة دينية كبيرة ولها رمزيتها لدى ملايين المسلمين في أنحاء العالم .
المسلسل يتناول مأساة المرأة المطلقة التي تواجه صعوبات في الحصول على حقها أو تشقى كثيرا للحصول على هذا الحق ويطالب بتغيير قانون الأحوال الشخصية في مصر على اعتبار انه يحقق العدالة الكاملة للمرأة، من وجهة نظر مؤلف المسلسل.
وحتى هنا لا نجد شيئا سيئا، فهذه وجهة نظر المؤلف والقائمين على المسلسل وليس لنا أن نعترض على وجهة النظر هذه.
فلماذا اذن هذه الضجة ولماذا غضب الأزهر الشريف وأصدر بيانا شديد اللهجة رفض فيه الاساءة لرجال الدين ورفض التفسير الخاطئ لآيات القران الكريم.
ورغم أنني امرأة ورغم أن المسلسل قد أعد للدفاع عن المرأة والظلم الذي يمكن أن يقع على بعض النساء المطلقات، الا أنني لا أوافق على اغضاب شخصية لها مكانتها ورمزيتها مثل شيخ الأزهر ولا أوافق على إظهار الشيخ الأزهري المعمم ضمن أحداث المسلسل كشخصية ساذجة أو جاهلة لأن هذا الشيخ بزيه الأزهري له قدسيته واحترامه لدى الناس وليس من مصلحة أحد أن تهتز صورة هذا الشيخ في عقول الناس.
يمكننا أن ندافع عن حقوق المرأة دون أن نسيء إلى المؤسسات الدينية ذات المكانة لدى المسلمين في أنحاء العالم ودون أن نسيء لرموز الدين.
ولكن يبدو أن القائمين على المسلسل قد تعمدوا خلق هذه المعركة وتعمدوا الاصطدام بمؤسسة الأزهر لعمل دعاية مجانية للمسلسل وجعل الملايين يقبلون عليه من باب حب الاستطلاع والسعي لمعرفة سبب المعركة الدائرة، وبالتالي تحقيق النجاح المطلوب وتحقيق الكسب المطلوب .