عودة السفراء إلى قطر

عودة السفراء إلى قطر

قرار المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين بإعادة السفراء إلى قطر هو قرار يسعد كل خليجي،فالأصل في الأمور أن تكون دول الخليج على قلب رجل واحد، خصوصا عندما يكون الخليج كله معرضا للخطر، أما النزاع والشقاق فهو الاستثناء.
وكما ذكر الكثير من المحللين السياسيين الخليجيين، فبقاء مجلس التعاون قويا موحدا أهم بكثير من العلاقات مع الإخوان المسلمين أو غيرها من الجماعات التي كانت من الأسباب الرئيسة التي أدت إلى القطيعة السابقة.
ويجب أن نضع أمام أعيننا حقيقة مهمة جدا ونحن نتحدث عن أي خلاف أو تصدع في العلاقات الخليجية الخليجية، وهي أن دول مجلس التعاون تكاد تكون وحدها الناجية حتى الآن من محاولات الهدم والفوضى التي تمارسها قوى دولية وإقليمية باستخدام المجتمع المدني في كل الدول العربية.
القوى المحركة للفوضى الهدامة في العالم العربي لا تستثني أحدا من خططها ولكن دول مجلس التعاون تعد ناجحة حتى الآن في إبطال هذه الخطط، ولولا يقظة المملكة العربية السعودية وحكمة خادم الحرمين الشريفين لاشتعلت النار في أركان الخليج وباستخدام نفس الأداة التي أشعلت النار في بقية الدول العربية، ألا وهي جماعة الإخوان المسلمين التي تمارس الانتقام من الجميع بعد أن فشل مشروعها، ولو أنها استطاعت أن تحرق الخليج بمن فيه وما فيه لفعلت.
قادة هذه التنظيم الإرهابي يكرهون المملكة العربية السعودية والإمارات أكثر من كرههم لإسرائيل، ولا نبالغ إذا قلنا بكل صراحة إنهم يعتبرون هاتين الدولتين على وجه الخصوص من أهم أسباب فشلهم في مصر، ويعتبرون وقوف السعودية والبحرين والإمارات والكويت إلى جانب مصر طعنة كبيرة لمخططاتهم اللعينة الساعية إلى الانتقام منها ومن شعبها الذي لفظهم بعد عام واحد.
لهذه الأسباب لابد أن نؤكد أن بقاء مجلس التعاون قويا وموحدا أهم بكثير من العلاقات مع جماعة تطعن الوطن الذي ولدت فيه وتريد أن تحرقه بمن فيه. ونؤكد أن بقاء مجلس التعاون، الذي هو الكيان العربي الوحيد الناجح، ركيزة أساسية من الركائز التي تمنع الأمة كلها من الانهيار.
نتمنى من الله أن تكون الأزمة السابقة هي آخر الأحزان وأن ينظر الجميع إلى المشهد العربي الحالي ويأخذ العبرة ويأخذ حذره، لأن النار إذا اشتعلت في الخليج لن تترك أحدا.