عنصرية مقيتة وطرد مستحق

عنصرية مقيتة وطرد مستحق

الأحد 03 ديسمبر 2023

 تم طرد سويلا برافرمان وزيرة الداخلية البريطانية من حكومة ريشي سوناك، بعد موقفها العنصري المقيت من المظاهرات البريطانية المؤيدة للفلسطينيين الرافضة للإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة، حيث قامت بوصف المظاهرات التي انطلقت بأنها تلويث لشوارع لندن، والغريب أن ريشي سوناك رئيس الوزراء هو نفسه ضد هذه المظاهرات، وضد الحق الفلسطيني، ولم تغير موقفه مشاهد جثث الفلسطينيين التي لا تجد من يدفنها ولا مشهد الأطفال الفلسطينيين الذين ماتوا بعد أن توقفت أجهزة التنفس في المستشفيات، ولا مشهد الطفل الفلسطيني الذي يأكل العشب من شدة الجوع.
ريشي سوناك أقال وزيرته العنصرية بسبب الضغط الشعبي الهائل الذي انطلق رفضاً لتصريحات الوزيرة وخوفاً من مزيد من التدهور لشعبية حكومة المحافظين التي تخشى خسارة الانتخابات القادمة.
هذا هو حال الحكومة البريطانية وحال جميع الحكومات الغربية، إلا القليل، من أبشع عملية إبادة جرت عبر التاريخ، فهذه الحكومات وفي مقدمتها الإدارة الأميركية لا يشغلها سوى إرضاء اللوبي الإسرائيلي داخل الولايات المتحدة وخارجها، حتى إن أدى ذلك إلى فضح العنصرية الغربية المميتة وأدى إلى عدم تصديق كل شعارات الغرب التي يرددها صباحاً ومساءً عن حقوق الإنسان وحقوق القطط والكلاب، بعد أن أشاح بوجهه عن شعب يختار بين الموت بقذائف إسرائيل أو الموت بالجوع والعطش وغض الطرف عن مئات الجثث التي لا تجد من يدفنها.