إكذب ثم اكذب ثم اكذب فيصدقك الناس، فيصدقك الناس، هذا هو شعار الكثير من المسؤولين الايرانيين فيما يتعلق بالبحرين، فقد تعودنا على مدار سنوات على موسم للكذب يقوم فيه مسؤول إيراني بإطلاق كذبة يستفز بها مشاعر البحرينيين الوطنيين ويسعى بها إلى شق الصف البحريني أو سكب الزيت على النار حقدا وكراهية.
كانت آخر كذبة تفتق عنها ذهن مسؤول إيراني للعام 2012 الذي يشارف على الانتهاء ما قاله معاون وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان من أن البحرين تستخدم الغازات السامة ضد المتظاهرين.
يبدو أن السيد عبداللهيان كان في حالة من الهذيان، أو ربما كان يحكي عن كابوس أصابه في الليلة السابقة بسبب مشاهدته لنشرة الأخبار التي امتلأت بمشاهد الذبح الذي قام بها النظام السوري ضد أبناء شعبه الذين كانوا يقفون في طوابير طويلة ينتظرون بضعة أرغفة من الخبز يطعمون أولادهم الجياع.
بالتأكيد أن السيد عبداللهيان رأى أثر القذائف التي ألقى به الطيار فوق المخبز لكي يحول ثلاثمئة ممن كانوا بداخله أو أمامه إلى أشلاء، ثم نام فرأى فيما يراه النائم أن الطائرة التي قتلت كل هؤلاء الأبرياء كانت تحمل العلم البحريني، ورأى عشرات القتلى يسقطون بسبب الغازات السامة التي قامت قوات الأسد باستخدامها ضدهم والتي تم شحنها من المنامة إلى دمشق، فاستيقظ عبداللهيان من نومه فزعا ليفكر في طريقة لوقف الامدادات البحرينية التي تتدفق على النظام السوري بشكل يومي من أجل منع سقوطه مهما كانت التكلفة.
لا رد لما تقيء به اللهيان سوى التهكم والسخرية والاحتقار، لأن الصورة لا تحتمل أي نوع من التنطع والاستخفاف بعقول الشعوب، فكيف لا يخجل المسؤولون الايرانيون من أنفسهم وهم يشاركون في إبادة شعب مسلم من أجل حماية نظام فقد الشرعية والإنسانية والرحمة ولم يعد يسانده أحد غيرهم.
أية سياسة وأية مصلحة وأي دين وأية إنسانية تلك التي تجعلكم تذبحون أطفال ونساء سوريا ليل نهار يا عبداللهيان؟
إن مكانكم في التاريخ سيكون إلى جوار النازيين ومصاصي الدماء، بعد أن تفوقتم على شارون وعلى كل القتلة عبر التاريخ.
كم امرأة قتلتم وكم طفلا يتمتم وكم مليونا من السوريين تركوا أرضهم وأموالهم بفضل دعمكم للقتلة يا سيد عبداللهيان؟
أي غازات سامة تلك التي أطلقتها البحرين على أبنائها ومتى حدث ذلك يا مساعد وزيرة الخارجية الايراني؟
البحرين لم تعدم أبناءها ولم تغتصب مشايخها المعارضين كما فعلتم، فلماذا التطاول ولماذا الحقد؟