“عاشوراء” ليس للتخريب

“عاشوراء” ليس للتخريب

كنت أتمنى ونحن في هذه الظروف التي تمر بها الأمة كلها أن تقوم المرجعيات البحرينية قبل أيام بنشر بيانات إلى كل من يهمه الأمر بأن عاشوراء هذا العام مناسبة للاحتفال البعيد عن أي عنف أو ممارسات تضر الأمن وتضر الممتلكات العامة والخاصة وأن تتبرأ من كل ما يسيء للوحدة الوطنية ويشعل الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
لو أن بيانا كهذا كان قد صدر لأحدث أكبر الأثر على الجميع في الداخل وفي الخارج، ولما حدثت أية أعمال عنف أو تخريب، فالأمة كلها الآن في قلب الفتنة، والذي يعمل على إطفاء الفتنة هم العقلاء الذين يطبقون صحيح الدين ويخافون على حاضرهم ومستقبل أولادهم.
ما هو المغزى وما الفائدة التي تعود على الناس من إرهاق رجال الأمن في مناسبة كهذه من خلال أعمال لا صلة لها بالحسين وعظمته وتضحيته من أجل وأد الفتنة وتوفير دماء المسلمين.
لا يجب – ونحن أبناء هذا البلد – أن نعطي الفرصة للآخرين لكي يستغلوا أحداثا تصنعها فئة مندسة ليقوموا بتضخيمها من أجل الإساءة لنا والزعم بوجود اضطهاد ديني في البحرين.
ما الذي سيتفيده إخواننا الشيعة من حملة التلطيخ الظالمة التي تمارسها وسائل إعلام عراقية ضد البحرين في مناسبة دينية كهذه؟
لماذا لا يتم رفض وصاية العراق وإيران في كل مناسبة؟ فهذه الوصاية التي يمارسها عراقيون وإيرانيون هي التي تشعل النار، خصوصا في ظل السكوت عليها وعدم رفضها من قبل المراجع البحرينية.
في زمن الفتنة لابد من تقديم درء المفسدة على جلب المنفعة وعلى كل من يؤدي إلى شق الصفوف.
وإن كلمة واحدة من إحدى المرجعيات الشيعية أو القيادات يمكن أن تطفئ نارا على وشك الاشتعال، وكلمة أخرى يمكن أن تحرق أمة وتسقط قتلى وتخلف خرابا وانهيارا.
باسم الدين واسم الإنسانية والوطن الواحد ارفضوا وصاية العراقيين الذين خربوا عراقهم بطائفيتهم وتبعيتهم لغيرهم واجعلوا عاشوراء هذا العام مناسبة للوئام والمحبة وتقوية اللحمة الوطنية.