طوفان الأقصى وماذا بعد

طوفان الأقصى وماذا بعد

الأحد 15 أكتوبر 2023

 عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة حماس تعد أخطر وأشد عملية مقاومة فلسطينية تنفذ ضد إسرائيل منذ نكبة 1948، ليس فقط بسبب نتائجها التي تابعناها على وسائل الإعلام، والتي تمثلت في مقتل عدد كبير من العسكريين الإسرائيليين وأسر عدد أكبر منهم، لكن من حيث الجرأة التي تميزت بها هذه العملية.
صحيح أن رد الفعل الإسرائيلي كعادته دائماً أكثر ضراوة وقسوة من حيث عدد القتلى والخسائر الباهظة من خلال هدم المباني وتدمير الأخضر واليابس وترويع الآلاف من النساء والأطفال، لكن ليس بوسع أحد أن يلوم على شعب يقاوم من أجل حقوقه المشروعة، فطالما بقيت القضية الفلسطينية دون حل عاجل ستظل دائرة العنف باقية وستزداد شراسة يوماً بعد يوم، وستتكرر الأحداث ذاتها من خلال عملية مقاومة فلسطينية يقابلها رد إسرائيلي غاشم كما حدث خلال هذه العملية التي لم يكتفِ رئيس الوزراء الإسرائيلي خلالها بهدم المباني وقتل المئات وإصابة الآلاف، لكنه طلب من أهل غزة ترك ديارهم والخروج من القطاع لأنه حسب قوله سيقوم بتحويلها إلى خراب. فماذا بعد سوى استمرار واتساع هذه الدائرة الجهنمية في ظل انشغال العالم تماماً عن القضية الفلسطينية وعدم تنفيذ جميع الاتفاقات التي تم صياغتها في الماضي؟ 
ما الذي تنتظره إسرائيل والولايات المتحدة من الشعب الفلسطيني المهضوم حقه سوى المقاومة واستمرار المقاومة؟ هل تنتظر إسرائيل أن يأتي يوم يستسلم فيه الفلسطينيون للأمر الواقع ويتنازلون عن مقدساتهم وأرضهم؟ الفلسطينيون رضوا بحل الدولتين، لكنهم لم يجدوا شيئاً على الأرض، فكيف يتوقع منهم العالم أن يضعوا سلاحهم ويتنازلوا عن حقوقهم.