بثينه خليفه قاسم
1 أبريل 2019
طرائف وغرائب قمة تونس
ما قام به أمير تنظيم الحمدين خلال القمة العربية في تونس يجب تدوينه في سجل الغرائب و العجائب لما فيه من غرابة في التصرف.
فقد قرر الأمير المذكور مغادرة القمة قبل أن تنتهي الجلسة الافتتاحية وقبل أن يكمل الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي كلمته انصرف الأمير في مشهد لم يسبق مثيل ولا يعرف البروتوكول له نظير في تاريخ الدبلوماسية العالمية .
وقد اجتهد الكثيرون في تفسير انسحاب أمير تنظيم الحمدين دون أن يلقي كلمته ودون أن يمارس وفده أي نشاط داخل القمة، ولكن لم نعرف حتى ما هو التفسير الصحيح لسلوك الرجل العجيب .
فقد قال البعض أن الأمير تضايق لأن الأمين العامة للجامعة العربية أحمد أبو الغيط قد وجه خلال كلمته انتقادات لإيران وتركيا واتهمهما بالتسبب في اضطراب المنطقة،حيث تغير وجه الأمير عندما سمع هذا النقد لسلوك الدولتين التي يتحالف معهما وقال تفسير آخر أن أمير الحمدين شعر بالعزلة بسبب تجاهل غالبية الحكام العرب له وأحس بأنه غريب بين الملوك والرؤساء ،فقرر ترك القمة بهذه الطريقة المضحكة دون أن توجه إليه إهانة.
بيد أن الأشد غرابة مما فعله الأمير هو البيان الذي أصدره الديوان الأميري لتنظيم الحمدين وطالب فيه وسائل الإعلام بضرورة تحري الدقة في النشر حيث أن الأمير لم ينسحب من القمة كما ذكرت هذه الوسائل ،فما هو الوصف الدقيق لأمير أتى لتمثيل بلده والمشاركة في مؤتمر قمة وجلس في المؤتمر لبعض الوقت ثم انصرف دون سابق إنذار وتوجه إلى طائرته في المطار وعاد إلى بلده ؟
لماذا جاء ولماذا رحل ؟أليس هذا سؤال منطقي ؟ وهل طلبت منه تركيا ،أو ايران ،أو كلاهما أن يغادر القمة احتجاجا على ما قاله الأمين العام للجامعة في حقهما ؟
العجيب ان أمير تنظيم الحمدين بعث برقيه إلى الرئيس التونسي عقب مغادرته قائلا : أعرب عن خالص شكري و تقديرى على ما قوبلت به من حفاوة و تكريم خلال وجودى في تونس للمشاركة في اجتماعات القمة العربية في دورتها الثلاثين و أعرب الحمدين عن تطلعه إلى أن تسهم نتائج القمة في دعم و تعزيز العمل العربي المشترك من أجل مصلحة الشعوب العربية .. بحسب وكالة أنباء تنظيم الحمدين …
العزلة هي النتيجة الطبيعية لمن يعبث بمقدرات الأمة وينفق المليارات على الجماعات الارهابية ويتحالف مع كل من يحدث الفتنة والخراب في أركان الأمة ،والانسحاب من كل المحافل العربية هو الوضع الطبيعي لمن يدعم الإرهاب ويأوي الإرهابيين .