ضربات موجعة لداعش

ضربات موجعة لداعش

خلال يوم واحد تابعنا خبرين مهمين جدا في الحال هما عن الضربات الموجعة والاختراقات التي حققتها أجهزة الأمن السعودية والمصرية في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، حيث قال الخبر الأول إن الأجهزة الأمنية السعودية تمكنت من تفكيك خلية من أكبر خلايا التنظيم الإرهابي خلال عملية أمنية كبيرة استنشهد خلالها عدد من رجال الأمن والمواطنين.
وورد بالخبر أنه تم قتل ستة من الإرهابيين وتوقيف عدد من أعضاء الخلية من جنسيات عربية وأجنبية، وأن هذه الخلية كانت تخطط لعمليات إرهابية مروعة تستهدف شخصيات وبعثات دبلوماسية ومساجد وغيرها من الأهداف. وقال البيان الصادر عن وزارة الداخلية السعودية إن أعضاء الشبكة كانوا يعملون “ضمن مخطط يدار من المناطق المضطربة في الخارج ويهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى”. وأوضحت أن الخلايا تلك ضالعة في عدد من الهجمات والمخططات، من بينها التفجيرات الانتحارية الدامية التي استهدفت مساجد في محافظة الشرقية في المملكة.
أما الخبر الثاني فهو عن آخر المواجهات بين الجيش المصري وبين المنتمين لتنظيم داعش في سيناء المصرية، حيث نقلت وسائل إعلام عن تقارير أمنية غربية أن الجيش المصري استطاع اختراق تنظيم داعش الإرهابى وأن الأجهزة الأمنية الغربية توصلت إلى قناعة بأن الأجهزة المصرية استطاعت اختراق تنظيم داعش الإرهابي، وأصبحت لديها مصادر معلومات مؤثرة داخل التنظيم مكنت الأمن المصري من اصطياد عدد كبير من العناصر الإرهابية الخطرة، وإفشال عدد من العمليات التي كان ينوي داعش تنفيذها في سيناء، لافتة إلى أن النجاحات التي حققتها مصر خلال الأيام الماضية في سيناء أحدثت شقوقاً داخل داعش، حيث تسرب الشك لدى العناصر الإرهابية بأن عناصر من التنظيم تمد السلطات المصرية بمعلومات مهمة.
وأشارت التحليلات والدراسات الغربية إلى أن العمليات المصرية التي تنفذ في سيناء حالياً تستهدف في المقام الأول القبض على الإرهابيين أحياء للحصول على معلومات عن بقية العناصر، كما أن القوات المصرية تركز على توجيه ضربات مؤلمة وسريعة لأماكن تمركز الإرهابيين بما يؤدي إلى انهيار التنظيم الإرهابي من الداخل، وهي السياسة التي تثبت نجاحاً حتى الآن، ودفع هذا النجاح قيادات داعش إلى التفكير في جدوى استمرار عملياتهم في سيناء في ظل الخسائر اليومية التي يتكبدوها جراء العمليات النوعية التي تنفذها القوات المصرية في سيناء. كما أن القبض على القيادات الإرهابية في سيناء أصاب قيادات داعش على المستوى المركزي بالذعر، فوفقاً لما رصدته التقارير الأمنية الغربية فإن عددا كبيرا من قيادات داعش في سوريا والعراق يرفضون تولي أية مسؤوليات في سيناء ويفضلون الاستمرار في العراق أو سوريا، مؤكدة أنهم يتخوفون من أن تؤدي المعلومات التي تحصل عليها السلطات المصرية من القيادات المقبوض عليها في سيناء إلى الكشف عن تفاصيل التنظيم الإرهابي وخططه في سوريا تحديداً، لأن بعض القيادات التي قُبض عليها مؤخراً في سيناء كانت حتى وقت قريب مسؤولة ميدانياً عن مفاصل مؤثرة للغاية للتنظيم في سوريا.
وعلى الرغم من ان الحرب على الإرهاب ستطول ولن تنتهي بعملية أو عمليتين أمنيتين، ولكن مثل هذه الانجازات الكبيرة التي حققتها الأجهزة المسؤولة في الدولتين العربيتين الكبيرتين تبعث على التفاؤل وتعطينا الأمل بأن السعودية ومصر قادرتان بإذن الله على الانتصار على الارهاب وهو ما سينعكس أيضا على بقية البلاد العربية، على الرغم من تمركز القيادات المركزية للإرهاب خارج الدولتين.