لابد أن تكون المسؤولية واضحة بالنسبة لهذه الجهة أو تلك فيما يتعلق بتقديم صورة البحرين في الخارج،خاصة أن البحرين تعرضت خلال الفترة الماضية، وبالتحديد أثناء أزمة الدوار، لدرجة من التشويه الإعلامي في الخارج إما بقصد أو بدون قصد، وكان الخارجون على القانون أقدر على توصيل وجهة نظرهم للخارج واستفادوا إلى أقصى درجة من حالة الهياج الشعبي التي سادت العالم العربي خلال تلك الفترة وجعلت من خلط الأوراق مسألة يسيرة، دون أن يتصدى أحد لهذا التزييف المتعمد للحقائق، ووقع الإعلام العربي نفسه في الفخ الذي رسم له من قبل بعض البحرينيين ومن قبل الجهات الداعمة لهم في المنطقة، وقام بقياس الحالة البحرينية بالمصرية والتونسية واليمنية.
صورة أي دولة في الخارج تصنعها عناصر عديدة، من بينها الصورة التي ينقلها مراسلو أجهزة التلفزيون ووكالات الأنباء والصحف الأجنبية الذين يعملون داخل الدولة، والسياح، والمكاتب الإعلامية بسفارات هذه الدولة، وسلوك مواطني هذه الدولة في الخارج، هذا إلى جانب بعض الصور النمطية للدول في الخارج.
وإذا قلنا إن الصور النمطية المعروفة عن العالم العربي في الخارج تظلم البحرين على وجه الخصوص، فإنه يترتب على ذلك أن يجتهد المسؤولون عن رسم صورة البحرين في الخارج بشكل كبير في تقديم البحرين بالشكل الصحيح.
نحن نتحدث كثيرا في إعلامنا المحلي عن المشروع الإصلاحي لجلالة الملك وعن ريادة البحرين في مجال الديمقراطية والحكم الرشيد، ولكن لا نستطيع نقل هذه الصورة إلى خارج حدود البحرين بالشكل الذي تستحقه.
نحن إذا في حاجة إلى تحرك علمي ومدروس حول مسألة تحليل صورة البحرين في الإعلام الأجنبي ولدى شعوب الدول الأخرى ومعرفة عناصر هذه الصورة وأسبابها، وبالتالي نبدأ تحركا إعلاميا إيجابيا تشارك فيه جهات عديدة، خاصة هيئة الإعلام ووزارة الخارجية.
ولابد من تحديد الاختصاصات وتحديد المهام بدقة، حتى نستطيع أن نقيم أداء الجميع، ولابد من تكوين وحدات أو إدارات داخل هيئة الإعلام ووزارة الخارجية لممارسة مهام المتابعة والتحليل والرد على ما ينشر عن البحرين في الخارج والتحرك المباشر وغير المباشر لتعديل الصور السلبية ورسم صور بديلة.
هناك نوع من الالتباس لدى كثيرين حول دور إدارة الإعلام الخارجي التي كانت ملحقة بوزارة الإعلام سابقا وبهيئة الإعلام حاليا، حيث يخلط البعض بين هذه الإدارة كإدارة وبين مهام الإعلام الخارجي أو العمل الإعلامي الخارجي، وبالتالي يحمل هذه الإدارة مسئولية غير مسؤوليتها ويعرضها لنوع من النقد الظالم،خاصة وأن هذه الإدارة تحت رئاسة الشيخ عبدالله بن أحمد ال خليفة تقوم بواجب كبير فيما يتعلق بعمل المراسلين الأجانب والإعلاميين الذين يأتون لمملكة البحرين في مهام مؤقتة أو طويلة الأمد، وتقدم لهم المعلومات وتمدهم بمواد إعلامية حول المشروع الإصلاحي لجلالة الملك والتطور الديمقراطي في البلاد، كما كان لادارة الاعلام الخارجي تجربة رائدة في توضيح صورة المشروع الاصلاحي لجلالة الملك، باقامتها عددا من الندوات في الخارج.
ونحن نشهد أن الشيخ عبدالله بن أحمد يجتهد في هذه المسألة إلى أقصى درجة، لكن ما يقوم به لا يعرفه الناس لأنه يمارس في الخفاء، بعيدا عن الطنطنة الاعلامية، بالإضافة إلى أن إدارة الإعلام الخارجي تحتاج إلى مزيد من الدعم والتطوير وتحتاج إلى وحدات بحثية تقوم بمتابعة وتحليل ما يذاع أو ينشر عن البحرين في الخارج، وتحتاج إلى وحدة للاستماع السياسي، ونقترح أن يتم تعيين ملحقين إعلاميين كبقية الدول في سفاراتنا، وأن تتولى إدارة الإعلام الخارجي اختيارهم وتدريبهم لما تمتلكه من خبرة وكفاءة عاليتين بالتعاون مع وزارة الخارجية وتتابع عملهم في الخارج والبرامج التي يعدونها لبناء صورة طيبة لبلادهم.