3 يوليو 2018
صفقة القرن ..أم صفعة القرن؟
صفقة القرن هي التسمية التي تبنتها وسائل الإعلام لخطة الرئيس ترامب لحل المشكلة الفلسطينية التي تعد المشكلة الأعقد والأسوأ في التاريخ الإنساني .
صفقة القرن لم يصدر بشأن محتواها أي تفاصيل رسمية من أي جهة حتى الآن ومع ذلك تتحدث المقالات والتقارير عن تفاصيل معينة في هذه الصفقة.
ولكن الأشياء المعروفة عن هذه الصفقة تجعل من يتابعها يشعر بعدم التفاؤل لأن القائمين على هذه الصفقة ليسوا على علاقة بهذا الملف ولا ينتمون للخارجية الأمريكية وكل ما يربطهم بهذه القضية هو أنهم يمينيون يرتبطون ارتباطا وثيقا بالمتطرفين الاسرائيلين وأصحاب كنيسة السبت،غاريد كوشنر ،وغامبريلا المقربين من الرئيس الذين يمارسون عليه تأثيرا كبيرا .
هذا الى جانب أن التسمية التي أطلقت على هذه الخطة لا تبشر بالخير،فهي ” صفقة ” من صفقات الرئيس ترامب الذي يتعامل مع العالم كله بما فيهم حلفاؤه بمنطق التاجر الذي لابد أن يربح من كل شيء ويمارس الطرق المشروعة وغير المشروعة لتحقيق أكبر ربح ممكن من صفقاته التي يجريها ولا يقيم أهمية لأي شيء آخر.
وربما كانت التسريبات والشخصيات والبيئة المحيطة بهذه الصفقة هي التي جعلت الرئيس الفلسطيني محمود عباس يستخدم عبارة صفعة القرن بدلا من صفقة القرن لوصف خطة ترامب هذه.
غير أن أسوأ ما في الأمر،تلك اللهجة التي يتحدث بها كوشنر في رسالته للفسطينين التي يقول فيها ” إذا أردتم أن تعملوا فلتعملوا معنا،واذا لم تريدوا فلن نسعى إلى ذلك وسوف تعلن الصفقة في غير حضور الفلسطينيين للمفاوضات .
الأمر أصبح شديد الوضوح أمام الجميع ،ولا حاجة لمعرفة تفاصيل الصفقة،فهي تشبه صفقات الإفلاس كما أطلق عليها أحد المسئولين الأمريكيين .
الرئيس ترامب يحاول الاستفادة بهذه اللحظة التاريخية التي تعيشها المنطقة في تمرير خطة ذات بعد إقليمي لتحقيق مصالح إسرائيل وتوجيه صفعة القرن للعرب.
ولكن على الرئيس ترامب الا يكون متفائلا كثيرا ،فأصحاب الأرض وأصحاب الكفاح الطويل لا يمكن أن يتقبلوا ذلك ،وأعتقد أن الأيام القادمة ستفاجي الجميع بأن الشعب الفلسطيني لن يقبل بهذه الصفعة وأن الرئيس عباس لن ينهي حياته بقبول ما لم يقبله أحد.