بثينه خليفه قاسم
30 يناير 2020
صفقة أم صفاقة القرن
خطة ( السلام ) الأمريكية أطلق عليها الفلسطينيون عندما سمعوا بها أول مرة صفعة القرن وأطلق عليها أحد رواد وسائل التواصل الاجتماعي صفاقة القرن وهي في الواقع صفقة ترامب ونتنياهو لأنها تمت بين هذين الرجلين وأعلنت أيضا في حضورهما فقط دون مراعاة للجانب الفلسطيني ودون انتظار لموافقته أو عدم موافقته.
أعدت هذه الصفقة من قبل وأعلنت في التوقيت الذي يناسب الرجلين وحيث يسعى كل واحد منهما إلى إنقاذ ماء وجهه والنجاح في الانتخابات، خاصة وأنهما يتعرضان متشابهة ،فكل منهما يحاكم في بلده وكل منهما معرض للعزل السياسى.
ترامب لم يقتل قاسم سليماني لأنه مارس الإرهاب أو سعى في خراب الأمة العربية و لكن لأنه أراد أن تزداد شعبيته وأن ينجح في الإنتخابات القادمة، وهو الآن يحاول قتل فلسطين بأكملها أيضا لكي يضمن وقوف اللوبي الصهيوني إلى جواره في هذه الانتخابات.
صفقة القرن هي صفعة لكى قرارات الأمم المتحدة الخاصة بفلسطين واستهتار فج بالشرعية الدولية ، والذين قاموا بصياغة ما يسمى بـ ” صفقة القرن ” ضربوا بعرض الحائط كل القرارات التى أصدرتها الأمم المتحدة منذ عام 1947 بشأن النزاع العربى – الإسرائيلى ، بما فى ذلك قرار قبول إسرائيل فى عضوية الأمم المتحدة ( القرار رقم 273 الصادر فى 11 مايو 1948 ) ، وهو القرار الذى اشار الى إلتزام إسرائيل بقرارى الجمعية العامة الصادرين في 29 نوفمبر 1947 ( القرار رقم 181 المعروف بقرار التقسيم ) ، وفي 11 ديسمبر سنة 1948 ( قرار 194 بشأن حق اللاجئين فى العودة ).
وهذا يعنى ان اسرائيل والدول التى وافقت على القرار ، وفى مقدمتها الولايات المتحدة تعد ملتزمة بقرار التقسيم ، والذى على أساسه تم إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين وتقسيمها أراضيها إلي 3 كيانات: دولة عربية وهي دولة فلسطين ، ودولة يهودية هي إسرائيل، ونص علي أن تبقي القدس وبيت لحم تحت وصاية دولية. اللافت ان جميع الدول العربية عارضت قرار التقسيم أى انها لم تعترف باسرائيل بالنظر الى أن فلسطين كلها عربية .
العرب الذين رفضوا قرار التقسيم منذ 73 عاما ( وكان عدد دولهم فى الأمم المتحدة ست دول : السعودية، سوريا، العراق، لبنان ، مصر، الهند، اليمن ) إنطلاقا من عدم اعترافهم بمشروعية قيام إسرائيل ، لم يدر بخلدهم أن يأتى اليوم الذى تتغير فيه الأحوال وتتبدل المواقف وتطالب فيه اسرائيل بكل فلسطين ، وتنكر على اصحاب الأرض حقهم فى قيام دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ، ليس هذا فحسب بل انها تنكر علي اللاجئين الحق فى العودة طبقا للقرار 194 ، والذى اعترفت به اسرائيل ذاتها ووافقت عليه الولايات المتحدة ، التى يسعى رئيسها الى تقديم كل فلسطين على طبق من ذهب الى اسرائيل كى يضمن البقاء لولاية ثانية فى البيت الابيض .