لابد أن أكتب للنساء في زمن باتت الأسرة فيه تعيش عصر الانهيار، فقد كثرت حالات الطلاق داخل المجتمعات الشرقية، ومن بينها، وربما في مقدمتها، المجتمع الخليجي، وذلك بشكل مفزع في هذه الأيام. وأسباب ذلك لا شك كثيرة، فهناك الأسباب الاقتصادية، ولا أحد ينكر ذلك، ولكن هناك أسباب أخرى لا تتم مناقشتها إلا في أطر ضيقة، وفي حجر مغلقة، لأسباب تتصل بتقاليد المجتمعات الشرقية، أقصد بهذه الأسباب، الأضرار التي تلحق بالعلاقة الجسدية بين الزوج والزوجة، فكثيرا ما يتم ذكر عشرات الأسباب لطلب الطلاق من قبل المرأة أو اتخاذ الرجل قرار الطلاق من دون ذكر السبب الحقيقي الوحيد لهذا الطلاق.
ولسنا نلقي اللوم على الرجل وحده ممن لا يحسن التقرب إلى الزوجة ولا يقول لها – ولو كذبا – كلاما ناعما. ولا يعني ذلك أن الرجل مسؤول وحده عن نجاح تلك العلاقة، فالمرأة مسؤولة في حالات كثيرة بشكل يفوق مسؤولية الرجل، والشريعة الإسلامية وغيرها من الشرائع لم تهمل هذه المسألة، فكما أوصى الرسول صلى الله عليه وسلم الرجل ألا يقع على زوجته كالبهيمة، أمر الزوجة هي الأخرى بحسن التبعل لزوجها، وحسن التبعّل تعبير غاية في الشمول، فلم يقل حسن التزين أو حسن التحدث أو حسن الطهي أو حسن الاستعداد لقدومه أو احترام غيبته، فكل هذه الأمور وغيرها تندرج تحت حسن التبعل.
فقبل أن تغضب المرأة من إهمال زوجها لها لابد أن تسأل نفسها أولا: هل تتزين له في البيت كما تتزين وهي ذاهبة إلى خارج البيت؟ هل أشرفت بنفسها على طهو طعامه؟ هل صمتت عند غضبه؟ هل تخيرت الوقت المناسب لتزعجه بمطالبها الكثيرة؟
هناك للأسف الكثيرات من بنات جنسي، يهملن أنفسهن إلى حد مزعج بعد الزواج، وبشكل خاص بعد إنجاب الأولاد، فتجدهن يتركن الزينة ويتركن كل ما يجذب الرجل، وكأن الواحدة منهن قبل الزواج كانت في مهمة لاصطياد الرجل، أما وقد انتهت المهمة ووقع الصيد في الشباك فلا داعي لأي جهد جديد.
زبدة القول: يقول وينستون تشرشل: لا جدوى من قولك “أنا أبذل قصارى جهدي”، عليك أن تنجح في فعل ما هو لازم.