جماعة الإخوان المسلمين تجيد استخدام الضربات التي وجهت لها منذ أسسها حسن البنا في بدايات القرن الماضي في الحفاظ على بقائها، فهي تستفيد من خلال مواجهتها مع السلطة إلى أقصى مدى وتستطيع تدوين وتلوين ما يوجه إليها من ضربات في تجنيد الكثير والكثير من الشباب.
فهي تجيد استخدام الأحداث التي مرت بها في العهود المختلفة وتحول هذه الأحداث إلى محن وتحول الذين سقطوا من أتباعها إلى شهداء وتستطيع من خلال ذلك تجنيد المزيد والمزيد من الأتباع من خلال التعاطف.
ولنا أن نحلل استخدام الإخوان المسلمين لواقعة فض اعتصام رابعة العدوية في القاهرة، فعلى الرغم من معرفتهم بخطورة مواجهة الشباب المعتصم لقوات الأمن، إلا أنهم أصروا على هذه المواجهة، سعيا لخلق رمز كبير للمظلومية يستخدمونه لسنوات قادمة في التجنيد وفي المحافظة على بقاء الجماعة، وإذا كان الحكم قد ضاع منهم فليستفيدوا شيئا غاية في الأهمية لبقاء الجماعة وهو “رابعة العدوية” واستخدم أصابع اليد الأربعة كرمز ثابت لها.
جماعة الإخوان الإرهابية تعرف جيدا أنها لن تعود للحكم في مصر مرة أخرى ولو بعد نصف قرن، بعد أن فشلت في الحكم وأثبتت أنها تجيد المعارضة فقط وتجيد الحشد باسم الدين، ولكنها تريد أن تنتقم من الجميع،نظاما وشعبا معا، خصوصا أنها متأكدة أن الحلم ضاع وأن ما يسقط في مصر لن يقوم في أي مكان آخر،وبالتالي فالانتقام هو الشيء الوحيد.
الشيء العجيب أن هذه الجماعة بدأت تصدق الكذب الذي تردده وتتحدث عن الظلم الواقع على أعضائها وعن الأحكام القضائية الجائرة ضدهم، ونسيت، وسط الطنطنات الكاذبة لجمعيات حقوق الإنسان، أنها أقامت محاكم في الشوارع وجلدت وعذبت وقتلت على مرأى ومسمع من العالم كله، فأين كانت دكاكين حقوق الإنسان المخصصة للحديث عن العرب بإيعاز من كبار العالم من مشاهد القتل والسحل التي تعرض لها الناس والضباط على أيدي أعضاء الجماعة؟
من الذي قتل الصحافيين وقتل معارضي الإخوان في الشوارع؟ ولماذا لم تنطق هذه الجمعيات بحرف عن دم الذين قتلوا بأيدي الإخوان من جيش وشرطة ومواطنين؟
لم يمر يوم منذ أن ثار المصريون على حكم الإخوان لم يسقط فيه قتلى بأيدي إرهابيين تابعين لجماعة الإخوان، فمن يجب أن يعاقب على القتل اليومي للناس بأيدي من يدعون الدين؟
لماذا هاجت الدنيا على أحكام قضائية صدرت ضد قادة الارهاب؟ رغم أن هذه الأحكام غير نهائية حتى اللحظة، ولماذا يسكت العالم عن دم من يقتلون يوميا بأيدي أرباب الإرهاب؟.