إذا كان صالحي وزير الخارجية الإيراني يريد أن يوقف الأعمال الطائفية التي تقوم بها جمعية الوفاق (حزب الله البحريني) أو بالتعبير الأدق يوقف الأصابع الايرانية عن العبث بالشأن الداخلي للبحرين فالأمر لا يحتاج إلى زيارة علنية أو سرية يقوم بها للبحرين، لأن الأداة المحركة أو لنقل “الريموت كنترول” الذي يحرك رجال الوفاق موجود بيد مرجعية إيرانية موجودة على الأراضي الإيرانية وليس الأراضي البحرينية، وبالتالي فالزيارة التي يتحدث عنها مسألة لا قيمة لها ولا منطق.
في رأيي الشخصي ان وزير الخارجية الإيراني اعترف بشكل غير مباشر أن بلاده ضالعة فيما يجري في البحرين، خاصة أنه يقدم وعدا واضحا بتسهيل عملية التفاوض بين الوفاق وبين الدولة البحرينية، وهو وعد لا يملكه إلا من يوجه ويرسم الخطط ويمول ويرتبط تكتيكيا بهذه الجمعية.
“إن المحب لمن يحب مطيع”، قاعدة معروفة في حياة الناس، فالذي يستطيع أن يقنعني ويؤثر على رأيي ويجعلني أغير اتجاهي فجأة هو الشخص الذي أحبه، فما بالنا إذا كان الأمر أكثر من مجرد الحب والتماثل الآيديولوجي، فالأمر به تمويل وتنسيق وتحرك منظم مرتبط بتوجيهات دورية وعقب كل حادثة تحدث!.
هناك مثل شبيه جدا بما تحدث به ووعد به السيد صالحي، وهو العلاقة بين جماعة الإخوان المسلمين الحاكمة في مصر وبين حركة حماس الفلسطينية في غزة وحكومتها المنشقة عن السلطة الفلسطينية.
فقد توقفت حركة حماس عن مناوشة قوات الاحتلال الصهيوني منذ مجيء الرئيس محمد مرسي إلى الحكم في مصر، حتى لا تحرجه وهو في بداية حكمه مع الولايات المتحدة وإسرائيل، وحتى لا تضعه في مواجهة مع هاتين الدولتين وهو غير مستعد لذلك، على الأقل بسبب التوترات الداخلية في مصر.
حماس توقفت عن شيئين خدمة لأصدقائها في مصر: الشيء الأول أنها توقفت نهائيا عن الإساءة لمصر بأي شكل من الأشكال رغم أن شيئا لم يتغير تقريبا في الموقف المصري، فقضية الأنفاق التي طالما استخدمت في تشويه نظام حسني مبارك قد ازدادت سوءا، فقد قام الجيش المصري – وله كل الحق – في عهد الرئيس محمد مرسي بهدم أعداد من الأنفاق تزيد بكثير عن تلك التي هدمت في عهد مبارك، ومع ذلك كفت حماس تماما عن استخدام آلتها الدعائية ضد مصر حتى لا تسيء لشركاء الفكر والكفاح.
والشيء الثاني هو توقفها عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل، رغم أن كل شيء على حاله تقريبا ولم تتوقف إسرائيل عن حصارها الخانق لغزة، لكي تظهر الرئيس مرسي لدى أميركا – ولو بشكل مرحلي – بمظهر الرجل القوي الجدير بالثقة الأميركية.
هناك فرق بالطبع بين مصر وبين إيران من حيث الدور والتاريخ والعلاقة مع الشعب الفلسطيني وقضيته،ولكننا أردنا أن نوضح طبيعة الارتباط بين جماعة الإخوان الحاكمة في مصر حاليا وبين حركة حماس التي هي علاقة الأصل بالفرع وما تقتضيه هذه العلاقة من تنسيق وتضحيات متبادلة، ونشبه هذه العلاقة بنظيرتها الموجودة بين إيران وبين الأحزاب والجمعيات التي تشكلها خارج حدودها وتقوم بتمويلها لتستخدمها في مناكفة ومساومة دول معينة، ومن هذه الجمعيات ما يسمى بجمعية الوفاق البحرينية.
وعليه فنحن نستطيع أن نؤكد أن صالحي يعني ما يقول في قدرته على توجيه دفة الوفاق إلى الاتجاه المطلوب في أية لحظة، مهما بدت الأوضاع صعبة ومهما ادعى البعض أنه لا علاقة بين الوفاق وبين إيران.