بثينه خليفه قاسم
10 يناير 2020
سيادة العراق
“سيادة العراق” تعبير تكرر كثيرا خلال الأخبار والتعليقات والمقالات التي تناولت حادثة مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بواسطة طائرة أمريكية بدون طيار .
كما قام السيد عادل عبد المهدي رئيس الوزراء العراقي باستخدام هذا التعبير في معرض تعليقه على العمليتين الأمريكية والإيرانية اللتين تمتا على أرض العراق ،حيث دعا على استحياء الى احترام سيادة العراق !
فهل هناك مجال للحديث عن سيادة في ظل احتلالين أجنبيين وفي ظل ولاءات متعددة وطوائف ومرجعيات تنتمي للخارج وتأتمر بأمره ؟
إن الحديث عن السيادة في مثل هذه الظروف أمر يؤدي إلى السخرية ،فالسيادة بالنسبة للعراق ولكثير من الدول العربية أصبحت مجرد كلمة لا وجود لها على أرض الواقع والدليل على ذلك أن الرئيس التركي أوردوغان قرر أن يرسل قواته إلى ليبيا دون أن يعطي أي اهتمام للعرب ولجامعتهم العربية وذهب بكل بساطه ليطلب من الرئيس التونسي والجزائري أن يستخدم أراضي الدولتين العربيتين في دخول قواته إلى ليبيا !!
الحديث عن السيادة العراقية مثله مثل الحديث الساخر الذي تم تبادله على وسائل التواصل الاجتماعي من أن إيران طلبت من الولايات المتحدة تسليم الطيار الذي قام باغتيال قاسم سليماني لكي يتم محاكمته في طهران ،فردت عليها الولايات المتحدة بأن الطائرة التي نفذت عملية الاغتيال كانت بدون طيار ولكنه يمكن لها أن تتسلم البطارية والشاحن الخاص بالطائرة .
العراق يجب أن يصبح العراق ،وليس إيران وليس امريكا وليس الطوائف والمليشيات ولابد أن يعود العراق بقراره وبثرواته للعراقيين وحدهم ،أما ما عدا ذلك فالحديث عن السيادة يكون مثل الحديث عن الغول والعنقاء والخل الوفي .
تهديدات المرشد الأعلى بقطع قدم أمريكا من المنطقة ووصفه لصواريخ بلاده الكاذبة بأنها صفعة على وجه واشنطن لا تفيد العراق والعراقيين بشيء ،كما أن تصريحات ترامب بأن كل شيء على ما يرام لا تفيدهم أيضا بشيء ،ولكن العراق هو الذي يدفع الثمن من سيادته ومن أبنائه لأن الطرفين يتخذان أرض العراق مسرحا ومرتعا لعملياتهما .