“لا خير في حرية تهدد أمن الكويت وسلامتها، ولا خير في حرية تنقض تعاليم ديننا، إن تواتر افتعال الأحداث والأزمات لا يمكن أن يكون أمرا عفويا أو وليد الساعة، بل هو جزء من مخطط مدروس واسع النطاق يهدف إلى هدم كيان الدولة ودستورها وتقويض مؤسساتها وزعزعة الأمن والاستقرار فيها وشل أجهزتها والقضاء على القيم والثوابت التي بني على أساسها مجتمع الكويت، ونزع ثقة المواطنين في مستقبل بلادهم، وإضعاف الوحدة الوطنية وتمزيقها فئات متناحرة وطوائف متناثرة وجماعات متنازعة، حتى تصبح الكويت لا قدر الله لقمة سائغة وفريسة سهلة للحاقدين والطامعين”. هكذا تحدث الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت معلقا على الحالة غير المبررة التي تعيشها دولة الكويت الشقيقة من وقت لآخر. أية حرية هذه التي يمكن أن تؤدي في النهاية الى تضييع الأمن والأمان وتدمير مقدرات البلاد؟
إنني أخشى أن يأتي اليوم الذي يندم فيه أشقاؤنا في الكويت على ايام الأمن والأمان ورغد العيش وكل النعم التي حبا الله بها الكويت وأهلها.
إذا كان بالكويت من يسعى إلى قلب نظام الحكم ونشر الفوضى في البلاد فهذا كفر بالنعمة لا مثيل له في العالم، وهذا أمر لا يليق بشعب الكويت الأصيل الوفي لبلده وحكامه الذين بنوا الكويت وحافظوا عليها وعلى ثرواتها التي حباها الله بها.
الذين يحيكون المؤامرات ويريدون النيل من الخليج العربي يستكثرون على أهله النعم التي ينعمون بها ويسعون بكل السبل لتفجيرها من داخلها على غرار ما حدث في الدول العربية الأخرى.
لقد أثرت فينا بشدة كلمة سمو الأمير صباح الأحمد وجعلتنا نشعر بالخطر ونتأكد أن هناك من يحاول استغفالنا وجرنا نحو الاحتراب الداخلي، خصوصا في الكويت والبحرين حيث يرى أصحاب المؤامرة أن إحدى الدولتين الأنسب لدق الخازوق الأول في منطقة الخليج. ولابد لشعوبنا أن تستفيق وتحمد الله أن ضربة البداية في ثورات الخراب لم تبدأ من عندنا، والعاقل من اتعظ بغيره كما قال سمو الأمير. اسألوا العراقيين والمصريين والسوريين عن نظرتهم للحرية بعد التجربة التي مروا بها ودفعوا خلالها ثمنا يعرفه الجميع، سيقولون لكم كما قال سمو الأمير: “لا خير في حرية تهدم الأمن والأمان وتجعل المجرمين أسياد الناس”.
لابد ان تنطق وتتحرك الأغلبية الصامتة من أهل الكويت والبحرين وترفض العبث بأمنها ومستقبل أبنائها،فالشراذم التي تعمل على تفجير مجتمعاتنا من الداخل، سوف تضر بنا نحن الشعوب قبل الحكام، وسوف نندم على تخاذلنا وصمتنا يوم لا ينفع الندم.