بثينه خليفه قاسم
4 يونيو 2019
سؤال بلا إجابة حول هلال العيد !
ليست هذه هي المرة الأولى التي تختلف فيها الدول العربية حول رؤية هلال العيد رغم أن الدول العربية تقع جميعا على بقعة جغرافية واحدة وتشترك مع بعضها في كل ساعات الليل والنهار تقريبا مع فروق توقيت صغيرة قد تصل إلى الساعة اول أقل أو أكثر قليلا !
هذا العام رأينا ثلاثة أو أربعة مشاهد مختلفة في رؤية العيد ،فهناك دول حسمت المسألة من البداية أن عيد الفطر المبارك هو يوم الثلاثاء ،وهناك دول حسمت أيضا من البداية أن العيد الأربعاء، وهناك أخرى أعلنت في البداية أن العيد الأربعاء ثم عادت في وقت متأخر من الليل وأعلنت أن العيد الثلاثاء !وهناك دول قالت حساباتها الفلكية أن العيد الثلاثاء ولكن الهيئة الشرعية المنوط بها رؤية الهلال قالت أن الهلال لم يظهر !
وقد فتحت هذه الاختلافات بابا واسعا للجدل بين الناس حول مدى دقة كل دولة من الدول في تحديد رؤية الهلال ،خاصة وأن الجميع يعود ليتفق مرة أخرى على بداية شهر ذي الحجة بالذات لأن وقفة عرفات لا يمكن الاختلاف حول موعدها !
أنا لا أتطرق لهذه القضية سعيا لانتقاد أحد أو تأييد أحد أو للانحياز لرؤية بعينها ،ولكن لكي أطرح أسئلة معينة على أصحاب الفقه وأصحاب المسئولية في هذا الأمر الذي لم يفتح فقط باب الجدل والشك بين الناس ولكنه فتح بابا واسعا للسخرية على وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما يجب أن يثير حفيظة أهل الفقه لكي يحسموا هذه القضية إلى الأبد ،وما المانع أن يجلس علماء الأمة مع بعضهم البعض ويخرجوا علينا بقول فصل يريح القلوب ويغلق باب الشك والجدل ؟
وسؤالي الأول هو : هل هذا الاختلاف طبيعي ولا شيء فيه بين دول متجاورة يجمعها ليل ونهار واحد ؟
وهل الحدود السياسية بين الدول العربية تلزم هذا الإنسان أو ذاك أن يفطر ويصوم وفق لما يعلنه المسئولون داخل هذه الحدود ؟
صحيح أنه لا ضرر يقع على عامة الناس من مسألة الاختلاف هذه وان العلماء يتحملون المسئولية أمام الله ، ولكن لابد من حسم المسألة لنزع الشك والتساؤل من نفوس المسلمين .
أعرف أن هناك من يتبع رأي جمهور العلماء وهناك من يتبع غيره، وهناك من سيقول أن الحسابات الفلكية على العين والرأس ولكنني لابد أن الهلال بعيني ،ولكنني رغم كل هذا أرى أن التوحيد أفضل اذا كان ممكنا، خاصة بين الدول المتلاصقة جغرافيا .
وكل عام وأنتم بخير .