بثينه خليفه قاسم
27 مارس 2019
سأحضر لك نبيذا فاخرا من الجولان
” سأحضر لك نبيذا فاخرا من الجولان “،هكذا مازح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب محتفيا به بعد أعلن ترامب احتقاره للقانون الدولي ولكل المواثيق الدولية التي تثبت أن الجولان أرضا عربية سورية .
لقطة قاسية ومستفزة تلك التي جمعت بين نتنياهو وترامب وهما يبتسمان ابتسامة النصر ويستهينون بمشاعر العرب أجمعين وليس السوريين فقط .
هي لقطة تجعلك تلعن الربيع العربي وتعلن الذين صنعوه ألف مرة ،فهذه أبرز واخطر نتائج هذا الربيع الأسود ،فهاهو الرئيس الأمريكي يقولها بملأ فيه ” لقد أن الأوان لكي نعلن أن الجولان أرضا إسرائيلية .”
انها اللحظة المناسبة التي يستهين فيها الرئيس ترامب بالعرب ويقدم هدية جديدة لإسرائيل بعد أن أعلن أن القدس عاصمة لإسرائيل ولم يعر أدنى اهتمام لغضب الشعوب الإسلامية والعربية.
فى العرب بدون مبالغة يعيشون في لحظة ضعف وقلة حيلة لم تحدث من قبل ،وكل دولة لديها ما يكفيها ولا سبيل لخلق موقف جماعي يكون له أي تأثير على على الولايات المتحدة والعالم .
ما فعله ترامب يخالف القانون الدولي ويخالف كل المواثيق الدولية وينطبق عليه مقولة ” أعطى من لا يملك لمن لا يستحق ،ولكن متى كان للقانون الدولي تأثير دون أن تقف خلفه قوة تحميه .
تاريخ إسرائيل كله مخالف للقانون الدولي ومع ذلك كل شيء على الأرض لصالح اسرائيل،فماذا في أيدي العرب ؟
لقد فاض الكيل كما يقولون وانتهى زمن الحياء السياسي وسادت البجاحة السياسية كل ما يجري في العالم .
نحن لا نتوقع أن يتراجع الرئيس الأمريكي عن قراره ولا نتوقع أن تتوقف إسرائيل عن الطمع في أراضي العرب ،ولكننا نتوقع أن يبقى العنف ويبقى الاضطراب والدم في هذه المنطقة طالما ظلت إسرائيل تمارس أطماعها التوسعية وبقيت الولايات المتحدة تمارس سياسة الكيل بمكيالين .
