زيارة كيري… لا جديد تحت الشمس

زيارة كيري… لا جديد تحت الشمس

هل الكلام الذي تقدمه الدول القوية عسكريا واقتصاديا لغيرها من الدول يضمن شيئا في المستقبل للصنف الأخير من الدول؟ وماذا بوسع دول الصنف الثاني أن تفعل إذا ما تنكرت الدول القوية لوعودها وسارت في مسارات أخرى؟
وإذا كانت الدول الكبرى تتصرف خارج القانون الدولي وخارج مظلة الأمم المتحدة عندما ترى أن مصالحها تحتم هذا المسلك (الاحتلال الأميركي للعراق وتدمير مقدراته وإخراجه من التاريخ والجغرافيا)، فما الذي يضمن للدول الأخرى أن تلتزم هذه القوى الكبرى بوعودها الشفوية أو غير الشفوية؟
نحن نسأل هذه الأسئلة بمناسبة زيارة جون كيري للمنطقة ومساعيه لتهدئة العرب، خصوصا دول الخليج التي تشعر بالخطر بسبب التقارب الأميركي الإيراني، والضجة الحادثة التي تبحث في المؤامرات والصفقات السرية التي عقدت بين أميركا وإيران على حساب العرب!
كيري جاء ليقول لأهل الخليج إن كف يد إيران عن إنتاج سلاح نووي سوف يحقق الاستقرار في منطقة الخليج، وكأن الصراع الذي دار بين أميركا وإيران خلال حقب مضت كان بسبب خوف أميركا على أمن أهل الخليج!
كيري جاء ليقول لدول الخليج كلاما ويقدم لهم بعض المهدئات الوقتية المطلوبة مرحليا، هذا هو كل شيء وهذا هو ما يملأ الصحف الخليجية المذعورة، وهذا يؤكد أننا نحن العرب مازلنا نعيش في أوهام ونعتمد على أشياء قد أصبحت بلا قيمة.
الولايات المتحدة عملت ضد البرنامج النووي الإيراني من أجل مصالحها، والولايات المتحدة اتفقت مع إيران وعقدت معها الصفقات من أجل مصالحها وليس من أجل أحد غيرها سوى إسرائيل، والولايات المتحدة لم تعد مشغولة كما كانت من قبل بنفط أهل الخليج، وبالتالي لم يعد هناك فرق بين إيران وغير إيران طالما تحققت مصلحة إسرائيل وقدمت إيران التعاون المطلوب بالنسبة لها.
فلنكف عن بحث قضايا لا تقدم ولا تؤخر مثل قضية الصفقات السرية بين إيران وأميركا وتفريط الأخيرة في مصالح العرب، لأن الحديث فيها أصبح حديثا مملا وأصبح دليلا على السذاجة والعيش في الخيال.
ولنسأل أسئلة أخرى ونبحث لها عن إجابات، لنسأل ما الذي يجب أن تفعله الحكومات والشعوب العربية أمام الحقائق الجديدة التي أصبحت واضحة في عالم العلاقات الدولية؟.