زيارة جلالة الملك للقاهرة… رسالة ثالثة لمن يهمه الأمر

زيارة جلالة الملك للقاهرة… رسالة ثالثة لمن يهمه الأمر

زيارة جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة لجمهورية مصر العربية الشقيقة في هذا التوقيت لم تكن مجرد زيارة عادية فهي تختلف في مغزاها وهدفها عن كل ما سبقها من زيارات، على الرغم من متانة وعمق وامتداد العلاقات بين البحرين ومصر.
فقد سبقت هذه الزيارة بأيام قليلة زيارتان مهمتان للقاهرة أيضا، أولاهما زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وزيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وما صاحب هاتين الزيارتين من زخم ورسائل غاية في الأهمية.
فعندما يقوم الملك سلمان بالإعلان عن تعاون غير مسبوق بين الرياض والقاهرة وعن مشروعات عملاقة من شأنها تحقيق نهضة عمرانية كبيرة في سيناء المصرية – وما أدراك ما سيناء المصرية – وعن إنشاء جسر عملاق يربط بين السعودية ومصر، بل يربط بين قارتين ويسهل التجارة والسياحة ويحقق عائدات تنعكس على الكثير من الدول وليس السعودية ومصر وحدهما، وعن تجديد مستشفى القصر العيني بالقاهرة ليصبح من أكبر المستشفيات في العالم بمساعدات سعودية. وعندما يحذو الشيخ محمد بن زايد حذو خادم الحرمين الشريفين ويقوم بإيداع مبالغ سخية في البنك المركزي المصري لمساعدة مصر في حرب الدولار التي تواجهها والتي نظن أنها بفعل فاعل وليست أزمة عادية.
وعندما تأتي زيارة جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة للقاهرة عقب الزيارتين الأخريين بوقت قصير، وما أعلن عنه جلالته من إنشاء سلسلة من المعاهد الأزهرية بمحافظات مصر، فمعنى ذلك أن الأمر أهم وأكبر من مجرد زيارات عادية برتوكولية يقوم بها الملوك والرؤساء لدولة من الدول.
معنى هذا ان هناك اتفاقا وهناك رسائل مشتركة يراد إرسالها لكل من يهمه الأمر، ومعنى هذا الإعلان عن تضامن عربي في هذه اللحظة التاريخية الخطيرة التي تواجهها الأمة.
وعبر وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة الذي رافق جلالة الملك في زيارته القاهرة عن هذه الرسائل المهمة في رده على سؤال حول اهتمام السعودية والبحرين والإمارات بمصر خلال هذه الفترة قائلا إن ذلك يرجع إلى أهمية مصر لاستقرار المنطقة، وأهمية أن تكون دول مجلس التعاون ومصر على تواصل مستمر.
وأضاف، هذا ليس أمرا جديدا أو طارئا في العلاقات المشتركة، فالعلاقات عندما تكون قوية سترسل الرسالة الصحيحة للقاصي والداني، لمن يستهدف مصر واستقرارها، ولمن يستهدف دول الخليج، ولمن يظن أنه سيتمكن من الاستفراد بدولة مثل مصر أو بدول الخليج على حدة، وهذه الزيارة من شأنها أن ترسل الرسالة الصحيحة بأن هذا الشيء غير ممكن.
وكان الشيخ خالد بن أحمد رائعا كعادته عندما رد على سؤال حول مشاعر البحرينيين الجميلة المعهودة تجاه المصريين، ذكر الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن الجميع يتحدث الآن عن الوقوف مع مصر وكأن مصر لم تقف معنا في الماضي، مهما عملنا مع مصر اليوم أو قدمنا لها، فلن نستطيع أن نفيها حقها أو نرد لها جميلها، والأمور لا تقاس ماديا، وهذا هو شعور كل مواطن بحريني، وسترون هذه المشاعر الطيبة تجاه مصر موجودة فى عيون كل البحرينيين قبل أن تسمعوا كلامهم.
هذا هو الكلام وهذه هي الرسائل التي يجب أن توجه لأصحاب المؤامرة متعددة الأطراف على مصر ودول الخليج في هذه اللحظة التاريخية.