ريما خلف التي هزت عرش الأمم المتحدة

ريما خلف التي هزت عرش الأمم المتحدة

سوف تبقى الأمم المتحدة إلى الأبد منظمة متحيزة لا تتبنى من المواقف إلا تلك التي يريدها الفاعلون الكبار في هذا العالم، فقد ولدت هذه المنظمة على هذا الأساس المتحيز ولا يمكن لها أن تتغير ما بقي العالم موجودا بقواه وتوازناته الحالية، وسوف تبقى إسرائيل الطفل المدلل للأمم المتحدة الذي يفعل ما يشاء دون خوف من عقاب، مادام الضغط والفيتو موجودان في كل المناسبات يحميان الدولة الصهيونية من أي قرار أو من مجرد اللوم على هذه المجزرة أو تلك.

ريما خلف، امرأة أردنية شرفت كل النساء العرب، فقد استطاعت أن تسجل موقفا تاريخيا في مواجهة الضغط الهائل الذي يمنع أي لون يمكن أن يوجه لإسرائيل من داخل المنظمة الدولية.

ريما خلف كانت حتى أيام قليلة الرئيسة التنفيذية لمنظمة أسكوا، ولكنها استقالت من منصبها هذا بعد رفضها الضغوط الهائلة التي كان أبرزها من أنطونيو جوتيربس، الأمين العام للأمم المتحدة، لسحب تقرير يتهم إسرائيل بالتمييز العنصري ضد الشعب الفلسطيني، وهو تقرير أغضب إسرائيل.

صحيح أن موقفا كهذا من امرأة أردنية لا يحقق شيئا على أرض الواقع الذي تصنعه الدولة الأكبر على مستوى العالم، والتي وقفت سفيرتها في الأمم المتحدة متهمة المنظمة الدولية بالانحياز ضد إسرائيل، ولكن رغم ذلك فموقف ريما خلف هو موقف تاريخي تم تسجيله في سجل الكفاح الفلسطيني في مواجهة الطغيان. شكرا لريما خلف الأردنية التي قدمت ما تملك دفاعا عن القضية الفلسطينية.