رمضان ودراما من نوع آخر

رمضان ودراما من نوع آخر

اليوم هو رابع أيام شهر رمضان الكريم أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة العربية والإسلامية بالخير والبركات، وكل عام والبحرين عزيزة موحدة وأهلها جميعا اخوة متحابون.
في كل عام كانت الأمة العربية تستعد لرمضان بكم هائل من الدراما العربية، وكنا نسمع عن اجور أسطورية يحصل عليها كبار الفنانين العرب،وكنا نقرأ أن ميزانية بعض المسلسلات العربية تفوق الميزانيات المخصصة للتعليم والصحة في الكثير من الدول العربية.
وكان هناك نوع من التنافس الشديد بين الدراما السورية والدراما المصرية طالما تناولته صفحات الصحف في الدول العربية.
ولكن رمضان هذا العام يأتي على الأمة العربية وهي في حال مختلفة تماما، فالأمة العربية تعيش في دراما لم يكن للكتاب المشهورين أن يتخيلوها ولو بعد عشر سنوات قادمة.
في مصر وصلت الدراما إلى ذروة الحدث خلال وقت قصير وهوى البطل التراجيدي على نحو لم يتخيله عقل، فمن الذي كان يتخيل أن الرئيس حسني مبارك سيترك مكانه بهذه السهولة ومن كان يتخيل أن جمال مبارك الذي كان يستعد لحكم مصر يمكن أن يؤخذ غصبا من قصر الرئاسة ويتم إيداعه في سجن طره المشهور في مصر الذي طالما استقبل المعارضين والمجرمين على السواء، ومن الذي كان يتخيل هذا المصير المهين لأركان النظام الحاكم في مصر، من كان يتخيل أن تنتقل أخبار وصور الوزراء المصريين السابقين إلى صفحات الحوادث في الصحف المصرية والعربية.
ولكن هناك فرق كبير بين الدراما التي ألفها وأخرجها المصريون في ميدان التحرير وبين الدراما السورية، ففي سوريا لا تزال المأساة جارية ولا يبدوا أن ذروة الحدث ستكون قريبة، فالبطل التراجيدي لا يزال مصرا على حساباته وخططه رغم ما جرى في مصر وفي تونس، ويبدوا أن الدعم الإيراني للنظام في سوريا وصل إلى أقصى مدى وأن الشعب العربي السوري سيدفع ثمنا باهظا بسبب علاقة حكامه بالنظام الإيراني، فإيران تضع نظام الرئيس بشار الأسد في كفة وتضع الشعب السوري بكامله في كفة، فإما أن يبقى النظام الحالي وإما أن تذهب سوريا بكاملها إلى الجحيم، لأن إيران تعلم أن أي نظام قادم في سوريا لن يشرفه مطلقا أن يقيم أي علاقات مع دولة تعاونت على ذبح شعبه حماية للنظام الحاكم،وهذه هي مأساة الشعب السوري، فإما أن يستسلم وإما أن يحقق النصر الفادح بثمنه المعروف.
ولو انتقلنا إلى الحدث في ليبيا لوجدنا الفاجعة لا مثيل لها ولذهبت بنا الدراما إلى حد البكاء، فهل يحتاج الشعب العربي هذا العام إلى دراما تلفزيونية أم أن ما يجري في أركانه يفوق كل ألوان الدراما؟!
كل عام وأنتم بخير.