بمناسبة العيد الوطني ويوم تقلد جلالته مقاليد الحكم في البلاد، قدم جلالة الملك المفدى لفتة كريمة واهتماما خاصا بالعلم وأهله، إيمانا من جلالته بأهمية العلم وأهل العلم في صنع التقدم للأمم والشعوب.
جلالة الملك المفدى قام في هذه المناسبة الوطنية برعاية أهل العلم وتكريمهم على ما يقدموه للوطن من خدمات جليلة، وأمر بتخصيص وقف باسم الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة لرعاية الطلبة المحتاجين لإتمام دراساتهم الجامعية والعليا. دون نظر إلى دياناتهم أو طوائفهم.
جلالة الملك يطبق منهج التنمية الشاملة في إطار مشروع جلالته الإصلاحي الذي يراعي كل الفئات ويقدم نموذجا متكاملا لمشروعات النهضة ويدرك أنه لا نهوض لأي وطن إلا بالارتقاء بكل أبنائه وفئاته، رجالا ونساء. ويدرك أن تقدم الأمم يقاس بمدى حصول أبنائها على قسط كاف من التعليم.
ومما لاشك فيه أن صناعة العلماء هي من أعظم ما يقوم به حاكم خلال حكمه، لأن العلماء هم جنود التقدم وصناع النهضة في بلادهم، وما تقدمت أوروبا وأميركا واليابان وكافة الدول التي نشتري منها متطلباتنا إلا بالعلم والعلماء ولولا إدراك أميركا الغنية القوية لأهمية العلم والعلماء لما أنفقت كل ما تنفقه من أموال في سبيل اجتذاب العقول النادرة الموجودة في كافة دول العالم ومن بينها بلاد العرب.
والاستثمار في العلم والعلماء هو أعظم وأضمن استثمار على الإطلاق، لأن عمليات التحديث الاجتماعي والاقتصادي تحتاج قبل كل شيء إلى العلم والتقنيات الحديثة، إلى جانب أن المشكلات المختلفة التي يمكن أن يعاني منها مجتمع من المجتمعات ابتداء من مشكلات الاسكان ونقص الغذاء والسكن ووصولا إلى المشكلات الأمنية المختلفة.
هذا إلى جانب أن العلم والتنوير هو من أهم الأسلحة في مواجهة الطائفية البغيضة، حيث تنتعش الأخيرة وتنمو في ظل الجهل.
ولكي تستطيع البحرين أن تبني جيلا من العلماء لابد أن تصل إلى جودة التعليم وإلى اتباع المناهج الحديثة في إعداد أبنائها وتسليحهم بالعلم، فليست المسألة هي تخريج أعداد كبيرة من الخريجين كل عام دون أن يتمكنوا من امتلاك المهارات والقدرات التي تتناسب مع متطلبات العصر الذي نعيش فيه وبالتالي ينضموا إلى طابور العاطلين ويصبحوا عبئا اقتصاديا على بلادهم بدلا من أن يكونوا أداة نهضتها وتقدمها.
ولا يستطيع أن ينكر أحد أن البحرين قامت منذ سنوات باتخاذ خطوات واضحة على طريق تحديث التعليم واتباع المعايير العالمية المعروفة في مجال التعليم، سعيا إلى إعداد جيش من أبنائها يستطيع أن يحقق لها الاكتفاء في التخصصات المختلفة.
ونحن في هذه المناسبة الوطنية نقدم الشكر لجلالة الملك المفدى على لفتته الكريمة في مجال تكريم أهل العلم ورعاية الطلاب المحتاجين ليتحولوا إلى جنود لخدمة وطنهم.
يقول الشاعر: بالعلم والمال يبني الناس ملكهم… لا يبنى ملك على جهل وإقلال.