بثينه خليفه قاسم
٢٨ نوفمبر 2021
رسالة إلى الأب رشوان توفيق
رشوان توفيق فنان حساس وجميل صنع لنفسه تاريخا رائعا من خلال الأدوار التي قام بها وجسد خلالها بصدق كبير شخصيات ومبادئ ومشاعر انسانية نبيلة.
رشوان توفيق بعد كل هذا التاريخ من الفن الرفيع الراقي لا يملك من حطام الدنيا سوى هاتفه النقال الصغير بعد أن أخذ منه كل ما يملك.
دموع الرجل الكبير هزت قلوبنا بعد أن أعلن أن ابنته وزوجها وحفيده من ابنته قد رفعوا عليه دعوى حجر بالمحكمة لكي يمنعوه من التصرف في أمواله ظنا منهم أن لديه أموال.
ليست القضية هنا هي امتلاكه أو عدم امتلاكه للمال، فالمال في كل الأحوال هو ماله الذي تعب فيه وجناه من عرقه، وليس لأحد حق فيه سوى بعد رحيله عن دنيانا التي باتت قاسية بحق بسبب قصة كهذه وغيرها من قصص العقوق التي يتخلى فيها الأبناء عن بر والديهم من أجل المال .
القضية هي العقوق المؤلم الذي جلب هذه الدموع وهذا الاحساس بالموت لأب حنون لا يزال على قيد الحياة.
ما هذا الزمن العجيب الذي نسي فيه الأبناء والبنات قول الرسول صلى الله عليه وسلم ” أنت ومالك لأبيك “.
لقد انقلب الحال تماما فبدلا من أن يكون جهد الأبناء وعرقهم حق للأب خاصة عندما يشيب ويقعده المرض، نجد الأبناء يتعجلون موت الآباء والأمهات ليرثوهم واذا تأخر الموت يلجئون للمحاكم للحجر عليهم.
لم يعد في مساحتي هنا الا أن أرسل من بعيد، من الخليج العربي، قبلات أضعها على جبين وعلى رأس وعلى يدي هذا الفنان العظيم المكلوم وأقول له لا تبتئس ولا تبكي، ففنك العظيم خلق لك بنات كثيرات.
التوقيع
ابنتكم
بثينة خليفة قاسم / مملكة البحرين