رسائل خادم الحرمين الشريفين للمنطقة والعالم

رسائل خادم الحرمين الشريفين للمنطقة والعالم

من جديد تحدث خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عن الأمة والمخاطر التي تواجهها،وهي ليست المرة الأولى خلال فترة ليست طويلة يتحدث فيها عن شأن يهم الأمة بأجمعها، شعوبا وحكومات،وهذا شيء له دلالته الواضحة، لأن خادم الحرمين عندما يتحدث بهذه الصيغة التي تحدث بها ويكرر تحذيره معناه أن الأمة تواجه خطرا كبيرا.
الكلمة التي وجهها خادم الحرمين الشريفين، للأمتين العربية والإسلامية والعالم حول الإرهاب وخطره حظيت باهتمام كبير من رجال الدين ورجال السياسة والإعلام، فهي ليست مجرد كلمة بروتوكولية تقال في مناسبة ما ثم يزول أثرها، ولكنها بمثابة توصيف جيد وعلاج لما تواجهه الأمة حاليا من خطر محدق.
كلمة جلالته حملت رسائل بليغة لكل من يهمه أمر الإرهاب، ومن يهمه بقاء هذه الأمة، ومن يهمه تفتيتها والقضاء عليها، وكل يجب أن يعي ما له وما عليه، فاعلا كان أو مفعولا.
الإرهاب الحالي ليس مجرد عمليات عنف تقوم بها جماعات مناهضة لحكام بلادها أو أداة ضغط على هذه الحكومات لتحقيق مكاسب سياسية معينة، وليس مجرد محاولات لفرض الفكر الظلامي المتطرف على أبناء هذه الأمة، ولكنه بمثابة معول هدم أو سرطان يسعى إلى تدمير الأمة تدميرا كاملا تمهيدا لإعادة رسم خريطتها من جديد.
الإرهاب الحالي هو أداة الفوضى وسلاح أصحاب الشرق الأوسط الجديد أو “سايكس بيكو” الجديدة، والأمر واضح للصغير قبل الكبير.
خادم الحرمين دق ناقوس الخطر للجميع وجعل المسؤوليات واضحة تماما كوضوح الرسائل التي تضمنتها كلمة جلالته.
وكانت أهم وأوضح هذه الرسائل متضمنة في قول جلالته: “واليوم نقول لكل الذين تخاذلوا أو يتخاذلون عن أداء مسؤولياتهم التاريخية ضد الإرهاب من أجل مصالح وقتية أو مخططات مشبوهة، إنهم سيكونون أول ضحاياه في الغد، وكأنهم بذلك لم يستفيدوا من تجربة الماضي القريب، التي لم يسلم منها أحد”. واختتم تصريحه بقوله: “اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد.. (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)”.
هناك إذا من يتخاذل عن أداء مهمته في مواجهة الإرهاب من أجل مصالح وقتية وهناك من يدعم مخططات مشبوهة، ولم يعد هناك غموض في المسألة، والكلام من وجهة نظري موجه للمنطقة وغيرها على السواء،فالتجارب القريبة والبعيدة تؤكد ان صناع الإرهاب ورعاته لابد أن تكويهم نيرانه ولابد أن يدفعوا ثمنا لمواقفهم.
فشكرا لك مجددا يا خادم الحرمين الشريفين، فقد أديت دورك الذي لا يقوم به غيرك، وقلت ما يجب أن يقوله الكبار في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها الأمة، لقد بلغت والله يشهد ونحن نشهد، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.